القلق يتزايد داخل إدارة بايدن من هجمات الحوثيين.. “سي إن إن”: “يفاجئوننا ولا نعرف عما لا يزال بحوزتهم”

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/24 الساعة 20:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/24 الساعة 20:36 بتوقيت غرينتش
جماعة الحوثي تستهدف السفن التجارية المتوجهة إلى إسرائيل/رويترز

قال مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN الأمريكية، الجمعة 23 فبراير/شباط 2024، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تكافح لوقف الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون ضد السفن في البحر الأحمر، "لكنهم يواصلون مفاجأتنا ولا نملك فكرة جيدة عمّا لا يزال بحوزتهم".

الشبكة الأمريكية أوضحت أن نقاشاً يدور داخل البيت الأبيض حول "الطريقة الأمثل" لوقف الهجمات الحوثية على السفن، حيث يرى البعض داخل الإدارة أن "استخدام القوة وحده غير فعال".

بينما أشار بعض المسؤولين إلى أنه "من المكلف للغاية وغير العملي الاستمرار في إطلاق صواريخ بملايين الدولارات على طائرات بدون طيار وصواريخ حوثية رخيصة".

ومن خارج الإدارة، يقول مسؤولون سابقون إن الإدارة اتخذت "نهجاً محافظاً للغاية"، و"تحتاج إلى التركيز على استهداف قادة الجماعة، بدلاً من مخزون أسلحتهم"، واستدلوا على كلامهم بما حدث مع المجموعات العراقية الموالية لإيران، حيث توقفت هجماتها تقريباً بعد استهداف الجيش الأمريكي  لبعض قياداتها، خلال رد واشنطن على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن نهاية الشهر الماضي.

ضربات أمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن/رويترز
ضربات أمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن/رويترز

"يحتفظون بترسانة كبيرة" 

وتنقل شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن نائبة المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، قولها الخميس، بعد ساعات من استهداف الحوثيين سفينة شحن أخرى في خليج عدن بصواريخ باليستية: "نعلم أن الحوثيين يحتفظون بترسانة كبيرة"، مشيرة إلى أنهم "قادرون للغاية، ولديهم أسلحة متطورة، لأنهم مستمرون في الحصول عليها من إيران".

من جهته، قال أحد كبار مسؤولي الدفاع: "إنهم (الحوثيين) يواصلون مفاجأتنا"، مقراً بأن البنتاغون "لا يملك فكرة جيدة عمّا لا يزال لديهم".

بينما أكد العديد من المسؤولين لـ"سي إن إن"، أن الولايات المتحدة "ما زالت غير قادرة على تقييم النسبة المئوية لمعدات الحوثيين التي جرى تدميرها بالفعل" خلال الضربات.

ويعتمد الجيش الأمريكي على توجيه ما يصفها بـ"الضربات الوقائية" للقواعد الحوثية داخل اليمن بشكل استباقي، أي عندما ترى الولايات المتحدة أن هناك "أنظمة جاهزة للإطلاق". وبدأت الضربات الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين في 12 يناير/كانون الثاني الماضي.

الحوثيون في اليمن/ رويترز
الحوثيون في اليمن/ رويترز

مخابئ تحت الأرض 

كما قال مسؤولون أمريكيون لـ"سي إن إن"، إن "الحوثيين لجأوا إلى مخابئ تحت الأرض هرباً من الضربات الأمريكية"، مضيفين أن الجماعة "تبني أنفاقاً بالقرب من الساحل الغربي" لليمن.

فيما أوضح مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن "قضاء الحوثيين مزيداً من الوقت تحت الأرض بين الهجمات يُعد علامة إيجابية، إذ يشير إلى أنهم يضطرون إلى الاختباء، ما يعني أن الضربات العسكرية لها تأثير نفسي على الأقل".

وذكر مسؤولان أن الحوثيين "يشعرون بقلق بالغ أيضاً بشأن استهداف قيادتهم العليا في ضربة جوية، وأصبحوا مذعورين بشكل متزايد".

ويرى بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين تحدثوا إلى الشبكة الإخبارية، بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، أن "عدم إقدام الولايات المتحدة على استهداف قيادة الحوثيين، والتركيز بدلاً من ذلك على تدمير الأسلحة والمعدات، لعب دوراً كبيراً في عدم تمكّن واشنطن من ردع الجماعة بشكل فعال". بل إن مسؤولاً عسكرياً سابقاً اعتبر أن الحملة الأمريكية ضد الجماعة "مقيّدة للغاية ومحدودة، بحيث تتجنب أن تسبب أي أذى حقيقي ومهم"، وفق تعبيره.

وتشير الشبكة الأمريكية إلى أن الحديث عن جدوى الحملة العسكرية الأمريكية "أصبح أكثر حدّة"، في ظل الزيادة الملحوظة في هجمات الحوثيين خلال اليومين الماضيين، لا سيما استخدامهم لأول مرةٍ "مسيّرة تحت الماء"، ما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين.

مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلق فوق سفينة الشحن جالاكسي/ رويترز
مروحية عسكرية تابعة للحوثيين تحلق فوق سفينة الشحن جالاكسي/ رويترز

حملة ضغط دولية أقوى

في غضون ذلك، يرى مسؤولون، نقلت "سي إن إن" كلامهم، أن الولايات المتحدة "بحاجةٍ الآن إلى التحول إلى حملة ضغط دولية أقوى، وتأكيد أن الهجمات الحوثية تعوق وصول شحنات المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني".

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، ونائبة المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ، إلى هجوم الحوثيين على "سفينة كانت تنقل الذرة وغيرها من الإمدادات الغذائية إلى الشعب اليمني"، وفق ما أوردته الشبكة.

وأشارت سينغ إلى أن سفينة أخرى أصيبت بصاروخ، وتغرق حالياً في البحر الأحمر، كانت تحمل الأسمدة، وتشكل الآن خطراً بيئياً كبيراً على المنطقة، مضيفةً: "إن الحوثيين يشكلون خطراً بيئياً في ساحتهم الخلفية".

يأتي هذا بينما يدور نقاش بين المسؤولين الأمريكيين حول مدى التزام الحوثيين بما تعهدوا به من وقف لهجماتهم على السفن إذا توقفت الحرب الإسرائيلية على غزة. 

وقال مسؤولون، بحسب "سي إن إن"، إن "الحوثيين حاولوا تصوير أنفسهم على أنهم يقاتلون من أجل تحسين حياة الفلسطينيين، وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة"، مضيفين: "في حين أن الحوثيين لا يتمتعون بشعبية كبيرة في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها، فإن القضية الفلسطينية تحظى بشعبية كبيرة بين اليمنيين".

وفي الوقت ذاته، قال المسؤولون إن "الحوثيين يتوقون أيضاً إلى الشرعية الدولية، ويريدون الاعتراف بهم كحكومة يمنية رسمية. ولذلك، يعتقد بعض كبار المسؤولين داخل الإدارة أن الحوثيين سيلتزمون بكلمتهم ويوقفون هجماتهم" إذا أنهت إسرائيل حربها بغزة. في المقابل، يقول مسؤولون سابقون إن هذا الكلام "مجرد أمنيات".

ويؤكد بعض كبار المسؤولين، وفق المصدر ذاته، أنه "من الممكن أن يتوقف الحوثيون إذا توقفت إسرائيل"، ويشيرون إلى أن "هجمات الحوثيين تراجعت إلى حد كبير في نوفمبر/تشرين الثاني خلال توقف القتال لمدة سبعة أيام" في غزة.

من جهة أخرى، يقول مسؤولون أمريكيون إن إيران، التي دعمت جماعة الحوثي منذ فترة طويلة، "أصبحت تشعر بقلق متزايد بشأن تكتيكاتهم". ومع ذلك، أكدوا أنه "لا توجد دلائل حتى الآن على أن إيران تحجب الدعم عن الحوثيين"، حيث أعلنت الولايات المتحدة اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وضمن ذلك في وقت سابق من هذا الشهر.

تحميل المزيد