هدد نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2024، بتصعيد عسكري ضد إسرائيل إذا تجاوزت الأخيرة ضرباتها داخل لبنان إلى "سقف أعلى"، في وقت ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن تسجيل ضربات صوارخية على إسرائيل من جنوب لبنان أصابت منازل ومصنعاً شمال الاحتلال.
تهديد "قاسم" بمزيد من الضربات الصوارخية على إسرائيل جاء في كلمة له خلال احتفال خاص بالحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، الأربعاء، وفق بيان للحزب وصلت إلى "الأناضول" نسخة منه.
سقف أعلى من التصعيد
وقال قاسم: "إلى الآن، أسقُف المواجهة مع جبهة لبنان محدودة، حتى لو تجاوزت بعض الاستثناءات والردود على هذه الاستثناءات، ولكن عندما يتجاوز العدو (إسرائيل) إلى سقف أعلى، سيكون سقفنا أعلى من سقفه".
كما شدّد على أن الحزب "لن يتراجع في الميدان، بل سنجعل أي تطور مرتبط بالميدان وبالمواجهة بحسبه، على قاعدة أنّنا في موقع الردع للعدو الإسرائيلي والرفض لمخططاته".
ثم أضاف: "بعد 4 أيام من 7 (أكتوبر) تشرين الأول (2023)، جرت مكالمة طويلة بين (الرئيس الأمريكي جو) بايدن و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، محورُها أنّ إسرائيل تريد أن تخوض الحرب بشكل مفاجئ على لبنان وأمريكا تعترض من أجل إسرائيل".
نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، أضاف: "من هنا، مبادرتنا إلى مساندة غزة جعلتنا في حالة حضور، ولا نُفاجأ بأيِّ عدوان يمكن أن يقوم به العدو".
كما انتقد قاسم، ازدواجية معايير الغرب، قائلاً: "دبلوماسية الغرب تريد تعطيل قوّتنا في إزعاج إسرائيل وإرباكها لتحقيق الأمن الإسرائيلي، ولا تعمل لإيقاف الحرب على غزّة، التي كانت السبب وراء كل هذه المساندة التي حصلت في المحور".
لأول مرة.. ضربات صاروخية على "متسوفا"
في السياق، أعلن "حزب الله" اللبناني، مساء الأربعاء، استهداف مستوطنة "متسوفا" الإسرائيلية (شمال) بصواريخ الكاتيوشا، "ردا على اعتداءات إسرائيل على القرى والمنازل المدنية" في جنوب لبنان.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه "استهدفوا مستعمرة متسوفا، بصواريخ الكاتيوشا، وذلك ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية، وخصوصاً الاعتداء على المدنيين في بلدة مجدل زون (جنوب)".
وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها "حزب الله" متسوفا، التي تبعد نحو 3 كيلومترات عند الحدود مع لبنان، وتحوي معمل حديد وأماكن سياحية وثكنة عسكرية، وحقل رماية ومسرح وأماكن تسوق.
في بيان آخر، قال "حزب الله"، إن مقاتليه استهدفوا "تموضعا عسكريا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم، بالأسلحة المناسبة" وأوقعوا من فيه "بين قتيل وجريح".
استهدفت الجليل الغربي
في سياق متصل، ذكر موقع "واينت" الإخباري العبري، أن صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان، الأربعاء، أصابت منزلين ومصنعاً شمال إسرائيل، وقال الموقع: "أصاب صاروخ مضاد للدبابات أطلق على بلدة المطلة، منزلين دون وقوع إصابات بشرية".
وأشار إلى أنه "في وقت سابق، أصاب صاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان، مصنع التعبئة بيي ميتولا، ما تسبب في أضرار جسيمة".
من جانبها أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رشقة صاروخية مصدرها لبنان استهدفت الجليل الغربي شمال الاحتلال.
فيما لم يصدر تعقيب فوري من الجانب اللبناني بشأن ما أورده الموقع العبري حتى الساعة الـ15:00 (ت.غ).
وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمّرة على قطاع غزة أودت بتل أبيب إلى المثول أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين أول، تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من أن تصبح حرباً أوسع.