حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، من أن أكثر من نصف دول العالم ستكون عرضة بشكل كبير لتفشي مرض الحصبة بحلول نهاية العام الجاري ما لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
يعزى ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة في معظم الدول إلى عدم أخذ اللقاحات خلال سنوات انتشار جائحة كورونا حينما كانت الأنظمة الصحية منهكة وتأخرت في إعطاء التطعيمات الروتينية للأمراض التي يمكن الوقاية منها.
قلق من ارتفاع حالات الإصابة بالمرض
حيث قالت كبيرة المستشارين التقنيين في مجال الحصبة والحصبة الألمانية في منظمة الصحة العالمية، ناتاشا كروكروفت: "نحن قلقون هذه السنة 2024، حيال الفجوات الكبيرة في أنظمتنا المناعية، وإن لم يجر سد هذه الفجوات بشكل سريع باللقاحات، فستحل الحصبة محل هذه الفجوات".
أضافت: "يمكننا أن نرى من خلال بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى جانب بيانات منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من نصف كل دول العالم ستكون معرضة لخطر كبير أو مرتفع جداً لتفشي مرض الحصبة بحلول نهاية هذا العام".
فيما دعت كبيرة المستشارين الألمانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال، قائلة إن هناك "نقصاً في الالتزام" من جانب الحكومات بسبب قضايا أخرى مثل الأزمات الاقتصادية والصراعات.
تعتبر الحصبة مرضاً فيروسياً شديد العدوى ينتقل عبر الهواء ويصيب الأطفال دون سن الخامسة ويمكن الوقاية منه بأخذ جرعتين من اللقاح. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تم تجنب ما يزيد عن 50 مليون حالة وفاة منذ عام 2000.
فيما تشير بيانات المنظمة إلى أن حالات الإصابة بمرض الحصبة ارتفعت 79 بالمئة العام الماضي لتصل إلى 300 ألف حالة، ويُعتقد أن هذا العدد يمثل جزءاً بسيطاً من إجمالي حالات الإصابة.
حيث تم الإبلاغ عن حالات تفشّ في جميع مناطق منظمة الصحة العالمية ما عدا الأمريكتين، إلا أن كروكروفت تتوقع حدوث حالات تفشّ هناك أيضاً.
كما قالت كروكروفت إن معدل الوفيات أعلى في الدول الفقيرة بسبب الأنظمة الصحية الضعيفة، مضيفة أن حالات التفشي والوفيات تشكل أيضاً خطراً على البلدان متوسطة ومرتفعة الدخل.
بينما أردفت؛ "هناك العديد من حالات التفشي حول العالم، والدول متوسطة الدخل تعاني بشدة، ونحن قلقون من أن 2024 ستكون مثل 2019".
انتشار مرض الحصبة في أوروبا
في أوروبا، حذرت منظمة الصحة العالمية، خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، من زيادة "مثيرة للقلق" بنحو 45 مرة، في حالات الإصابة بمرض الحصبة في أوروبا العام الماضي.
إذ يحذر مسؤولو الصحة من أن حالات الإصابة بالحصبة في أوروبا تواصل الارتفاع، وأن هناك حاجة إلى "تدابير عاجلة" لمنع المزيد من الانتشار.
فقد أصيب نحو 42 ألفاً ومئتي شخص في عام 2023، مقارنة بحوالي 941 شخصاً فقط خلال عام 2022 بأكمله. وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن هذا نتيجة لانخفاض عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم ضد المرض خلال تفشي جائحة كوفيد.
كما قال مسؤولو الصحة في بريطانيا، إن تفشي مرض الحصبة شديد العدوى في ويست ميدلاندز، يمكن أن ينتشر بسرعة إلى بلدات ومدن أخرى ذات معدلات تطعيم منخفضة.
أشارت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إلى وجود أكثر من 3.4 مليون طفل تحت سن 16 عاماً غير محميين، ومعرضين لخطر الإصابة بالمرض.
في حديثه عن الوضع في أوروبا، قال الدكتور هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: "لقد شهدنا في المنطقة، ليس فقط زيادة بمقدار 30 ضعفاً في حالات الحصبة، ولكن أيضاً ما يقرب من 21000 حالة دخول إلى المستشفى وخمس وفيات مرتبطة بالحصبة"، وهذا أمر مثير للقلق.
كما أكد كلوغ أن "التطعيم هو الطريقة الوحيدة لحماية الأطفال من هذا المرض الخطير".
يمكن أن تكون الحصبة مرضاً خطيراَ في أي عمر. وغالباً ما تبدأ أعراضه بحمى شديدة وطفح جلدي، والذي عادة ما يختفي خلال 10 أيام، ولكن المضاعفات يمكن أن تتطور إلى الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والعمى.
يكون هناك الأكثر عرضة للخطر ومنهم الأطفال الذين هم أصغر من أن يحصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح، وكذلك النساء الحوامل وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. خلال فترة الحمل، يمكن أن تؤدي الحصبة إلى ولادة جنين ميت، والإجهاض، وولادة طفل بوزن منخفض عند الولادة.