الحرب تطفئ بهجة فلسطيني بطفله الأول! أُنجب في خيمة نزوح بعد 12 عاماً من الانتظار وسط فقدان لأدنى مقومات الحياة

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/21 الساعة 17:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/21 الساعة 17:28 بتوقيت غرينتش
الفلسطيني أحمد نعيم رزق بطفله الأول في خيم النزوح/ الأناضول

بعد حرمان دام 12 عاماً، وعبر إجراء عملية حقن مجهري لزوجته في مصر، رُزق الفلسطيني أحمد نعيم بطفله الأول، حيث يقيم في خيمة صغيرة داخل مخيم لإيواء النازحين في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة.

يحتضن الفلسطيني أحمد نعيم، النازح من عزبة بيت حانون شمالي القطاع، طفله الرضيع بشغف كبير، وخوف شديد في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على غزة.

نعيم قال: "بعد محاولات استمرت 12 عاماً، أكرمني الله بطفلي الأول وسط المعاناة والنزوح، لتكون الفرحة منقوصة وممزوجة بالألم والحزن؛ لعجزي عن توفير احتياجاته، بفعل الحرب الإسرائيلية والحصار المفروض على القطاع".

يتمنى الشاب الفلسطيني أن تنتهي ظروف الحرب القاهرة ومعاناة النزوح التي يعيشها ليعود إلى حياته الطبيعية في بلدة بيت حانون.

الفلسطيني أحمد نعيم: نعيش بخيمة لا تتوفر فيها مقومات الحياة

يقول نعيم: "الحمد لله، فقد رزقني بطفل بعد 12 عاماً من الزواج في ظروف صعبة للغاية".

ويضيف، وعيناه تملؤها الدموع: "لست قادراً على فعل شيء لطفلي، ولا أملك في جيبي إلا 5 شيكل (نحو 1.4 دولار)، فكيف سأشتري مستلزماته واحتياجاته الأساسية والضرورية؟!".

نازحون من سكان غزة في رفح جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر - رويترز
نازحون من سكان غزة في رفح جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر – رويترز

يستكمل نعيم حديثه وهو ينظر إلى طفله الرضيع: "نعيش داخل خيمة صغيرة، وزوجتي تتألم بسبب الولادة القيصرية، ولا يتوفر لدينا طعام ولا شراب ولا علاج ولا غاز ولا حليب، الأمور صعبة جداً ومقومات الحياة الأساسية مفقودة".

تقاطع الجدة أم شادي خرويش، والد الطفل وهي تجلس بجانبه، وتقول: "انظر إلى هذا الطفل الصغير منذ ولادته، وهو مريض ولا تتوفر أدوية لعلاجه".

تضيف الجدة، وهي والدة أم الطفل، وهي تشعر بغصة بسبب ظروف الحياة الصعبة: "لا ملابس حتى، اشترينا قطعة ثياب للرضيع بـ70 شيكل (نحو 20 دولاراً)، مع أن سعرها قبل الحرب كان 10 شيكل (نحو 3 دولارات)".

تشير إلى صعوبة الحياة والظروف التي فرضتها الحرب، مضيفة: "ننام 11 شخصاً على حصيرة واحدة، وأشعر بالتعب الشديد بسبب النوم على الأرض وفوق الرمال".

‏تعاني الجدة من أمراض مزمنة كـ"الضغط والسكري والقلب"، ويضاعف معاناتها عدم توفر الأدوية.

وتستكمل حديثها: "ماذا نفعل؟ أصبح عمري 70 عاماً ولم أرَ أفظع مما نعيشه اليوم، ألا يكفي هذا؟"، مطالبة العالم بالتدخل لوقف الحرب وإعادة النازحين إلى منازلهم، ولا سيما في مدينة غزة وشمالي القطاع.

تروي الجدة معاناتهم مع رحلة النزوح: "نزحنا من بيت حانون إلى مدارس بلدة جباليا (شمال) والاحتلال ألقى علينا مناشير، وطالبنا بالتوجه إلى الجنوب فانتقلنا إلى بلدة القرارة شرقي خان يونس (جنوب) قبل النزوح إلى مدينة رفح، وها نحن نسكن بخيمة صغيرة".

أطفال قطاع غزة يتضورون جوعا بسبب سياسات الاحتلال/ الأناضول
أطفال قطاع غزة يتضورون جوعا بسبب سياسات الاحتلال/ الأناضول

تزايد الإصابات بين الأطفال بغزة بأمراض معدية

الثلاثاء، قالت منظمة "يونيسف" الأممية، في تقرير، إن "ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة مصابون بمرض معدٍ واحد على الأقل".

كما أضافت أن 70% من الأطفال أُصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، بزيادة قدرها 23 ضعفاً، مقارنة بعام 2022.

يأتي ذلك فيما تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برية في رفح الملاصقة للحدود مع مصر، رغم تحذيرات إقليمية ودولية متصاعدة من تداعيات كارثية محتملة.

وتشهد مدينة رفح اكتظاظاً كبيراً، حيث يوجد فيها ما لا يقل عن 1.4 مليون فلسطيني، بينهم أكثر من مليون نازح لجأوا إليها جراء عمليات الجيش الإسرائيلي شمال ووسط القطاع بزعم أنها "منطقة آمنة".

تحميل المزيد