شح بحفاضات الأطفال في غزة.. مصنع خياطة يلجأ إلى حلول مبتكرة للتغلب على الأزمة وارتفاع الأسعار

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/17 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/17 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش
مخيمات في رفح/الأناضول

تعاني العائلات الفلسطينية بقطاع غزة من عدم توافر حفاضات الأطفال بشكل كافٍ في الأسواق، وعدم قدرتها على شراء كميات منها بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعارها لأكثر من 20 ضعفاً، ما دفع صاحبة مصنع خياطة في مدينة رفح إلى خياطة حفاضات مُبطنة بالقماش أقل سعراً لتجاوز الأزمة،  بحسب وكالة Assocsiated Press الأمريكية، الجمعة 16 فبراير/شباط 2024.

الفلسطينية ميسار قطاطي، مديرة ورشة الخياطة، وجدت في صناعة الحفاضات البديلة من قطع القماش والقطن سبيلاً لتجاوز الأزمة والتخفيف من معاناة العائلات.

وتفتتح ميسار أبواب مصنعها في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لصناعة وتجهيز حفاضات محلية الصنع بأيادي سيدات نازحات.

 أطفال في غزة/الأناضول<br>
 أطفال في غزة/الأناضول

وتنتح الخياطات الفلسطينيات 500 حفاضة في اليوم ويتم توزيعها على الآباء الذين أنهكتهم الحرب في غزة مقابل نحو 4 دولارات لكل علبة مكونة من 8 حفاضات، أي نصف تكلفة الحفاضات التي تُنتَج بكمياتٍ كبيرة في القطاع المُحاصَر. 

وتقول ميسار قطاطي، إن الإنتاج بالكاد سيلبي شيئاً يسيراً من الطلب الكبير، لكن العمل الصغير مزدهر ويخلق فرص عمل. 

وتابعت من الورشة في رفح، أقصى جنوبي غزة: "كان الناس يبحثون عن الحفاضات ولم يتمكنوا من العثور عليها. كانوا يقفون في الطابور عند التاجر ويشترونها بأسعارٍ مرتفعة للغاية". 

أثارت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة كارثة إنسانية، وأدت إلى نقص في الضروريات الأساسية ودفعت أسعار السلع الأساسية إلى الارتفاع. ولقد أثر هذا الوضع بشكل خاص على الآباء ذوي الأطفال الصغار، إذ إن سعر الحفاضات في السوق في غزة أعلى بأكثر من 10 أضعاف مما كان عليه قبل الحرب. 

الحفاضات القماشية 

في بعض الحالات، يقول الآباء إنهم لجأوا إلى الحفاضات القماشية التي من السهل أن تتسخ، لكن تنظيفها صعب في وضعٍ تندر فيه المياه. تُعتبر الحفاضات ذات الاستخدام الواحد، والتي تُصنَّع في ورشة الخياطة الخاصة بقطاطي أفضل من الحفاضات القماشية. 

وفي أكشاك مؤقتة بالشوارع في رفح، يبيع الأطفال الأكبر سناً الذين يعملون باعةً جائلين، حفاضات فردية مقابل 3-5 شيكل (1 إلى 1.50 دولار) أو عبوات كاملة مكونة من 50 حفاضة مقابل ما يصل إلى 200 شيكل (55 دولاراً). 

من جهته قال عماد أبو عرعرة، الذي يبيع حفاضات الورشة في السوق: "لا يستطيع الناس إعالة أطفالهم. هذا المصنع بديلٌ لحل المشكلة، وهو أرخص بكثير". 

ويتكدس نحو 1.5 مليون فلسطيني نازح في مبانٍ سكنية ومخيمات بهذه المدينة الواقعة على الحدود مع مصر، بينما تحلّق الطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء المنطقة. 

وتسبب الهجوم الإسرائيلي على القطاع في مقتل أكثر من 28.600 فلسطيني، وأطلق العنان لكارثة إنسانية على نطاق لا يمكن تصوره.

أدت عمليات تسليم المساعدات المتفرقة، التي تعرقلها القيود الإسرائيلية والقتال المستمر، إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل.

تحميل المزيد