وزعت البعثة الجزائرية لدى الأمم المتحدة مشروع قرار معدل على أعضاء مجلس الأمن الدولي، للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لأسباب إنسانية، كما أكد المشروع رفض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.
ويجدد مشروع القرار الجزائري، العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن الدول، المطالبة بأن تمتثل جميع الأطراف بدقة لالتزاماتها حول ما يتعلق بحماية المدنيين، كما يطالب المشروع بوقف كل الانتهاكات وجميع الأعمال العدائية ضد المدنيين، ويجدد مشروع القرار تأكيد الالتزام الثابت لدى المجلس برؤية حل الدولتين، ويشدد على أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية.
وفي وقت سابق، عقد المجلس اجتماعاً بشأن إعطاء إلزامية لقرار محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما قدمت الجزائر مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
جرائم الاحتلال في غزة
يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه حصيلة الشهداء في غزة، الخميس، إلى 28 ألفاً و663 فلسطينياً منذ بدء الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وتُحاكم على إثرها بتهمة الإبادة الجماعية، في وقت تشهد فيه مدينة رفح أقصى جنوب غزة، منذ يومين، حركة نزوح عكسية باتجاه وسط القطاع، بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت المدينة.
وأفادت الوزارة، في تقريرها اليومي عن الخسائر في القطاع، بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 28 ألفاً و663 شهيداً و68 ألفاً و395 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، وأضافت: "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 87 شهيداً و104 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية".
كما ذكرت الوزارة أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
بالتزامن بدأ آلاف الفلسطينيين من سكان المحافظة الوسطى بغزة بالعودة إلى منازلهم، خشية من عملية عسكرية مرتقبة في رفح، وكان هؤلاء الفلسطينيون قد نزحوا في وقت سابق إلى رفح بناءً على طلب من جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مناطقهم السكنية تمهيداً لاستهدافها في حينه.
كما أن أعداداً أخرى من النازحين من مناطق شمال القطاع بدأت، خلال اليومين الأخيرين، بالتوجه إلى المحافظة الوسطى أيضاً التي تضم مدينة دير البلح ومخيمات البريج والمغازي والنصيرات.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى منذ تأسيسها.