استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 15 فبراير/شباط 2024، مجمع ناصر الطبي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، بقذيفة أصابت قسم العظام، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، في وقت أعرب فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن بلاده لا تريد أن تهاجم إسرائيل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة دون خطة "ذات مصداقية وممكنة".
في الوقت ذاته حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، مساء الأربعاء، من "وضع كارثي" في مجمع ناصر الطبي، مناشدة المؤسسات الدولية التدخل لحماية المجمع والموجودين فيه.
حالة ذعر ووضع كارثي في المجمع الطبي
قال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، في بيان صحفي، إن "الوضع كارثي ومقلق للغاية في مجمع ناصر الطبي، وحالة من الذعر تسود الموجودين فيه".
ولفت إلى أنه لا يزال أكثر من 1500 نازح داخل المجمع الطبي، إلى جانب 190 من كوادر المستشفى، و273 مريضاً لا يستطيعون الحركة.
وذكر أن من بين المرضى في المجمع 18 مريضاً في العناية المركزة، و3 أطفال في الحضانة، و35 مريضاً بغسيل الكلى.
وفي وقت سابق الأربعاء، أجبر الجيش الإسرائيلي آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج قسراً من مجمع ناصر الطبي، وسط إطلاق نار في ساحة المستشفى ومحيط المناطق التي يوجد فيها النازحون، وفق ما أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول.
وذكر الشهود أن الجيش طلب من النازحين المغادرة والتوجه إلى المناطق الشرقية لمدينة خان يونس.
والأحد، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه العميق إزاء الوضع داخل وحول مجمع ناصر الطبي، الذي تحاصره القوات الإسرائيلية.
حوار بين واشنطن وتل أبيب حول رفح
أما بالنسبة لمدينة رفح، التي يترقب الفلسطينيون فيها اجتياحاً اسرائيلياً، فقال سوليفان إن المسؤولين الأمريكيين يجرون حواراً وثيقاً مع نظرائهم الإسرائيليين حول هذه القضية.
وجدّد سوليفان تأكيده دعم بلاده "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
كما استدرك المسؤول الأمريكي بأن عدداً كبيراً من المدنيين قُتلوا في غزة، وأن واشنطن تعرب عن مخاوفها بهذا الشأن إلى الجانب الإسرائيلي في كل اجتماع.
والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن الجيش الإسرائيلي صدّق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب.
الإعلان الإسرائيلي قوبل بتحذيرات ودعوات دولية لعدم الإقدام على العملية، لما سيكون لها من نتائج "كارثية" على نحو مليون و400 ألف فلسطيني، معظمهم نازحون من مناطق أخرى في القطاع، مثّلت رفح آخر ملاذ لهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة منذ تأسيسها.