رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 14 فبراير/شباط 2024، السماح للوفد الإسرائيلي من مواصلة "مباحثات القاهرة" بشأن تبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة حماس، مشترطاً موافقة الأخيرة على أسس حددتها إسرائيل بشأن المفاوضات، فيما هدد أهالي الأسرى الإسرائيليين باتخاذ خطوات تصعيدية.
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال في بيان، إنه "خلال مباحثات القاهرة، لم تتلقَّ إسرائيل أي اقتراح جديد من حماس للإفراج عن الأسرى"، مشدداً على أن "نتنياهو يصرّ على أن إسرائيل لن تخضع لمطالب حماس، وأن التغيير في مواقف الحركة سيسمح بإحراز تقدم في المفاوضات"، وفق زعمه.
القناة 12 الإسرائيلية، نقلت عن المحيطين برئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه بحسب موقفه، فإنه يجب قبول حماس، الأسس التي حددتها المرجعيات الإسرائيلية، وإبداء المرونة من الحركة، للمضي قدماً في مفاوضات تبادل الأسرى.
وفقاً للقناة، فإن قرار نتنياهو جاء بعد أن قدّم أعضاء الوفد الإسرائيلي انطباعاتهم، وأوضحوا أن هناك مجالاً للتقدم، وطلبوا منه السماح لهم إكمال الخطوة، لكنه رفض.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه، قوله: "نتفهم الصعوبة السياسية التي يواجهها نتنياهو، لكن هناك فرصة لا ينبغي تفويتها، خاصة أن الشخص الذي يقود هذه الخطوة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نفسه (وليام بيرنز)".
وفي وقت سابق الأربعاء، أشار موقع "واللا" الإخباري العبري، إلى أن اعتراض تل أبيب الأساسي، على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب "حماس" بالإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل المحتجزين لديها.
أهالي الأسرى الإسرائيليين ينددون بـ"إفشال مباحثات القاهرة"
وفقاً لموقع "وللا"، فإن أهالي المحتجزين الإسرائيليين، أعربوا عن استهجانهم من قرار ما سمّوه "إفشال مباحثات القاهرة"، مهددين باتخاذ خطوات تصعيدية.
أهالي الأسرى الإسرائيليين قالوا في بيان: "إذا فكر رئيس الوزراء وبعض أعضاء الحكومة في التخلي عن الرهائن حتى الموت، فسوف نلتقي بملايين الإسرائيليين الذين يفهمون أن غداً سيتم التخلي عن أبنائهم مرة أخرى من قِبل نفس الأشخاص".
كما هدد أهالي الأسرى الإسرائيليين، أنه "إذا لم يكن هناك اجتماع الخميس، لجميع ممثلي أهالي الأسرى مع رئيس الوزراء وجميع أعضاء مجلس وزراء الحرب، سنقوم باقتحام مقر الكرياه حتى يتم عقد الاجتماع الذي طال انتظاره".
والثلاثاء، غادر الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس "الموساد" ديفيد بارنياع القاهرة، بعد المشاركة في اللقاء مع رئيس المخابرات المركزية الأمريكية، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وبحث الاجتماع صفقة لتبادل أسرى فلسطينيين وإسرائيليين ووقف إطلاق نار في قطاع غزة، دون أن يصدر عن الاجتماع أي بيان.
والثلاثاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن مباحثات القاهرة انتهت وسط إصرار "حماس" على موقفها بإنهاء الحرب على القطاع، وهو ما لا تقبله إسرائيل.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن دولة الاحتلال الخاضعة لمحاكمة أمام "العدل الدولية" بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، حرباً مدمرة على غزة خلَّفت حتى الثلاثاء 28 ألفاً و576 شهيداً و68 ألفاً و291 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.