تتواصل التحذيرات من الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح، بينما أدان الأزهر الشريف العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الآمنين في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، ما أدى لاستشهاد أكثر من 100 شخص، نصفهم من الأطفال، الإثنين 12 فبراير/شباط 2024.
الأزهر حذر في بيان، الثلاثاء 13 فبراير/شباط، "من كارثة إنسانية غير مسبوقة، حال التزام الصمت تجاه المخطط الإجرامي الخطير لاقتحام رفح، التي تؤوي نحو مليون ونصف المليون نازح تركوا بيوتهم وأراضيهم من شمال غزة ووسطها وجنوبها، بحثاً عن ملاذ آمن".
كما نادى الأزهر الشريف "بضرورة الاتحاد في مواجهة إجرام دولة الاحتلال على رفح، خاصةً بعد أن صمّ آذانَه للنداءات العالمية التي صدرت من مختلف القوى الفاعلة في المجتمع الدولي".
بينما أكد الأزهر أن "التخلف عن إغاثة الفلسطينيين الأبرياء اليوم وليس الغد سيودي بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء نساءً وشيوخاً وأطفالاً وشباباً، من الفارّين من نيران العدوان في جريمة إبادة جماعية جديدة تضاف إلى سجل جرائم الإبادة منذ أكثر من 75 عاماً".
كما طالب الأزهر المجتمع الدولي والقوى الفاعلة "بتحمل المسؤولية تجاه هذا التهديد الكارثي المزدوج قتلاً وإبادةً ومنعاً للمساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كافٍ إلى قطاع غزة، والقضاء على كل مظاهر الحياة في القطاع المعزول".
تحذيرات منظمات دولية
يأتي ذلك بينما تتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها برياً، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها كآخر ملاذ أقصى جنوب القطاع.
حيث أعرب برنامج الأغذية العالمي عن "قلقه البالغ" من الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح، المكتظة بالنازحين، جنوبي قطاع غزة، وقال
البرنامج في منشور على منصة "إكس"، "نشعر بقلق بالغ إزاء الهجوم العسكري الإسرائيلي الموسع في مدينة رفح، حيث يعيش أكثر من مليون شخص".
أضاف البرنامج التابع للأمم المتحدة: "لقد قام برنامج الأغذية العالمي بتوسيع نقاط التوزيع لدينا، ولكن الجهود المبذولة للوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء غزة تتعرض للعرقلة باستمرار".
مساء الثلاثاء نشر المدير القطري لـ"الأغذية العالمي" بفلسطين ماثيو هولينجورث صوراً على منصة "إكس" لعائلات فلسطينية تنزح من رفح خوفاً من الاجتياح البري الإسرائيلي على مدينة رفح.
فيما علّق هولينجورث على الصور قائلاً: "العائلات تتحرك مرة أخرى. هذه المرة مغادرة رفح، حيث جاء 1.4 مليون شخص بحثاً عن الأمان. ومع كل نزوح تقل القدرة على الصمود. إن توسيع نطاق الحرب في رفح أمر مقلق. فهو يخاطر بقطع شريان الحياة للمساعدات إلى غزة والتسبب في معاناة كبيرة".
مخاوف من الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح
من جهته، أكد المندوب الدائم لجنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة، مارثينوس فان شالكويك، أن الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح، يعني تجاهل قرارات التدابير الاحترازية التي اتخذتها محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، في 26 يناير/كانون الثاني الماضي.
جاء ذلك في كلمة بمجلس الأمن، الثلاثاء، أشار فيها إلى أن الجوع أصبح يشكل تهديداً بالغ الأهمية نتيجة للهجمات العسكرية في أنحاء مختلفة من العالم. وقال: "يمكن رؤية هذا بشكل واضح في فلسطين والسودان واليمن".
كما أضاف: "الإعلان عن الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح التي تحولت إلى مخيم للاجئين يجعل تهجير الشعب الفلسطيني أكثر ديمومة، ويهدد موارد عيشهم المدمرة بشكل شبه كامل، وهذا يعني تجاهل قرار محكمة العدل الدولية، في 26 يناير/كانون الثاني".
بينما شدّد أن جنوب أفريقيا تدين جميع أنواع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، واستهداف البنية التحتية واستخدام التجويع كأداة للحرب.
من جانبه، ذكر وزير الزراعة والتنمية الجزائري يوسف شرفة أنه "لا يوجد شيء حي" في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية، مبيناً أن تلك الهجمات أجَّجت أزمة غذائية.
كما أشار إلى أن إسرائيل لا تحترم حتى أبسط القيم الأخلاقية، قائلاً: "يجب على مجلس الأمن ألا يقف مكتوف الأيدي ويتحرك بينما يقتل ويجرح ويشرد آلاف الأشخاص". وانتقد شرفة حملات التشويه ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بدل إيقاف "العدوان الصهيوني".
في وقت سابق الثلاثاء، تقدمت جنوب أفريقيا بطلب "عاجل" إلى محكمة العدل الدولية لإجراء تقييم بشأن الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح، الذي يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذه.
تجدر الإشارة إلى أنه، في 26 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت محكمة العدل الدولية قراراتها الأولية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا في إطار الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية لعام 1948، وأمرت إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
لكن رغم قرارات "العدل الدولية" الداعية إلى وقف الهجمات ضد الفلسطينيين دون أن تتضمن نصاً لوقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تواصل هجماتها على قطاع غزة، وتبتعد عن اتخاذ خطوات لإنهاء المأساة الإنسانية.