يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي ضم طائرات مُسيَّرة هندية الصنع من طراز "هيرميس 900" إلى أسطوله المتزايد من الطائرات بدون طيار، في خطوة يقول نشطاء حقوق الإنسان ومحللو الدفاع إنها ستزيد من تورط الهند في حرب إسرائيل على غزة.
موقع Middle East Eye البريطاني قال في تقرير له الإثنين 12 فبراير/شباط 2024، إن تسليم طائرات "هيرميس 900" المُسيَّرة يأتي في الوقت الذي تنهال فيه الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة رفح ويستعد الفلسطينيون لهجوم كبير على المنطقة الحضرية المزدحمة بالسكان.
فيما يقول محللو الدفاع إنَّ الطائرات المُسيَّرة كانت إحدى الدعائم الأساسية لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجومه المستمر على غزة؛ حيث يستخدمها لجمع الاستخبارات ولتنفيذ هجمات على المنازل والمدنيين الفلسطينيين، حسب ما ذكره الموقع البريطاني.
استخدام إسرائيل "هيرميس 900" بحرب غزة
بينما استُخدِمَت طائرات "هيرميس 900" المُسيَّرة لأول مرة في عام 2014 خلال الحرب الإسرائيلية في غزة التي استشهد فيها 2000 فلسطيني وأُصِيب 10000 آخرون. وتستطيع "هيرميس 900" البقاء في الجو لأكثر من 30 ساعة وتُستخدَم عادةً في مجموعة متنوعة من العمليات العسكرية، بما في ذلك مهام الاستطلاع وكذلك القصف الجوي.
كما صارت طائرات "هيرميس 900" المُسيَّرة، المعروفة أيضاً باسم "هيرميس 900 خشاف" أو "ستار"، تمثل منذ ذلك الحين المعيار الذهبي في فئة المُسيَّرة "متوسطة المدى طويلة التحمل". وهي إحدى الطائرات المُسيَّرة الأربع الفتاكة أو "القاتلة" التي تستخدمها إسرائيل.
من جهته، قال غيريش لينجانا، محلل شؤون الدفاع في الهند، لموقع Middle East Eye: "لدى هيرميس 900 تاريخ موثق من الاستخدام في المنطقة، وتستخدم إسرائيل باستمرار أصولها العسكرية المختلفة في كل من المراقبة وضربات الاستهداف داخل غزة".
أضاف لينغانا: "للأسف، من المحتمل جداً أنَّ هذه الطائرات المُسيَّرة، التي صُنِّعت من خلال الشراكة بين Adani Defense and Aerospace الهندية وElbit Systems الإسرائيلية، ستُنشَر في غزة".
في 2 فبراير/شباط، ذكر موقع Shephard Media أنَّ إسرائيل استلمت 20 طائرة مُسيَّرة من طراز هيرميس 900 هندية الصنع من مشروع Adani-Elbit المشترك.
على الرغم من أنَّ أياً من البلدين لم يعترف علناً بنقل طائرات مُسيَّرة هندية الصنع إلى إسرائيل، إلا أنَّ مصدراً في شركة Adani أكد لموقع The Wire الإخباري أنَّ الطائرات صُدِّرَت في الواقع إلى إسرائيل.
تواطؤ الهند في العدوان على غزة
يقول نشطاء حقوق الإنسان ومحللو الدفاع إنَّ صفقة الطائرات المُسيَّرة تؤكد تواطؤ الهند المتزايد في العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وتسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية والعسكرية المزدهرة بين البلدين.
حيث وصف شير هيفر، منسق الحظر العسكري في اللجنة الوطنية لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، تقارب الهند من إسرائيل خلال هذه اللحظة بأنه "مُخزٍ"، بالنظر إلى تاريخ الهند الطويل تحت الحكم الاستعماري.
كما قال هيفر: "تُستخدَم طائرات هيرميس 900 المُسيَّرة لقصف المدنيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية". وأضاف: "بما أنَّ إسرائيل ترفض الالتزام بقرار محكمة العدل الدولية بالامتناع عن الإجراءات التي تنص عليها المادة 2 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، فإنَّ الدول الثالثة مثل الهند تتحمل مسؤولية فرض حظر على الأسلحة وعدم التواطؤ في الإبادة الجماعية".
فيما أشار هيفر إلى أنه منذ حكم محكمة العدل الدولية، أنهت شركتان يابانيتان للأسلحة مذكرة تفاهم مع شركة Elbit Systems، أكبر شركة مُصنِّعة للأسلحة في إسرائيل. وفي الوقت نفسه، في 5 فبراير/شباط، منعت المحكمة العليا الهولندية هولندا من مواصلة تصدير أجزاء من طائرات "إف-35" إلى إسرائيل، نظراً لما يحدث في غزة.
هيفر قال أيضاً: "هذه اللحظة هي اختبار لنظام القانون الدولي، وبدلاً من الوقوف إلى جانب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وتمكينها للقوى الغربية، يجب على الهند أن تستلهم من قيادة جنوب إفريقيا العالمية وتنهي تواطؤها في الإبادة الجماعية".
بينما قال أنتوني لوينشتاين، الصحفي المستقل ومؤلف كتاب "The Palestine Laboratory– المختبر الفلسطيني"، لموقع Middle East Eye، إنَّ احتمال استخدام إسرائيل لأسلحة هندية الصنع في غزة "صادم لكنه غير مفاجئ"، نظراً لتقارب العلاقات بين الهند وإسرائيل على مدى العقد الماضي.
أضاف لوينشتاين: "هذا التحالف بين الهند وإسرائيل لم يحظَ باهتمام دولي كبير، لكن من المهم أن ندرسه أكثر لأنَّ إسرائيل تتلقى المساعدة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة مما تُوصَف بأنها أكبر ديمقراطية في العالم".