قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين 12 فبراير/شباط 2024، إن الولايات المتحدة تعمل على اتفاق بشأن الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، قد يؤدي إلى فترة من الهدوء في غزة تستمر ستة أسابيع على الأقل، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وأشار بايدن في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، عقب لقاء جمعهما في العاصمة واشنطن، إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح "لا ينبغي أن تستمر دون خطة لضمان سلامة أكثر من مليون شخص فلسطيني يعيشون هناك".
أضاف أن "تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الخاصة هو الحل الوحيد لضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد".
وأوضح: "ناقشت مع ملك الأردن ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية بشكل عاجل، لتستطيع قيادة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة".
ملك الأردن يحذّر من الهجوم على رفح
في السياق، قال العاهل الأردني في المؤتمر الصحفي، إن نحو 100 ألف استشهدوا أو أصيبوا أو أصبحوا في عداد المفقودين، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، محذراً من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية.
وأوضح أن "الوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب"، مضيفاً أن الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد، وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به.
يأتي ذلك وسط تقارير تتحدث عن خطة "إجلاء" 1.2 مليون نازح فلسطيني إلى مخيمات على أطراف قطاع غزة.
خطة إجلاء من رفح
يُذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت عن مقترح إسرائيلي لإنشاء مخيمات على أطراف قطاع غزة، وذلك ضمن خطة لإجلاء سكان رفح قبل اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة التي تقع على الحدود مع مصر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين أن المقترح الإسرائيلي "يتضمن إنشاء 15 موقعاً للمخيمات، يضم كل منها 25 ألف خيمة، في جنوب غربي قطاع غزة، وأن تكون مصر مسؤولة عن إقامة المخيمات والمستشفيات الميدانية".
وتقترح إسرائيل أن تقوم الولايات المتحدة والدول العربية الخليجية بتمويل إنشاء هذه المخيمات على حدود قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن المقترح الإسرائيلي، الذي قُدّم أخيراً إلى مصر، جاء بعد أن حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل من القيام بعمل عسكري في رفح دون وضع خطة مفصلة لحماية المدنيين.
ومساء أمس الأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي صادق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب.
وشن جيش الاحتلال، فجر الإثنين، سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة في المدينة، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، في تجاهل واضح لتحذيرات دولية من عواقب اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الإثنين "28 ألفاً و340 شهيداً و67 ألفاً و984 مصاباً"، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة، لأول مرة منذ تأسيسها.