وجّه عشرات اليهود في إيطاليا رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يدعونه من خلالها إلى وقف حربه على غزة، وحثوا اليهود حول العالم على تدبر الآثار الوخيمة للمأساة الحالية على المستقبل، وفق ما جاء في الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام إيطالية الإثنين 12 فبراير/شباط 2024.
دعا 54 من اليهود في إيطاليا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف الحرب على قطاع غزة، كما حثوا اليهود حول العالم على تدبر الآثار الوخيمة للمأساة الحالية على المستقبل، في رسالة مفتوحة نشرتها صحف إيطالية، بينها "إل فاتو كوتيديانو"، بمناسبة اليوم العالمي لذكرى المحرقة (الهولوكوست).
مطالب اليهود في إيطاليا
الرسالة التي وقعها 54 من اليهود في إيطاليا وحملت عنوان "ما قيمة الذاكرة إن لم توقف الموت في غزة والضفة؟"، كتب الموقعون أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هزهم بعنف، تماماً مثلما هزتهم بعنف الجرائم التي يشرف عليها في غزة والضفة الغربية المحتلة نتنياهو الذي يريد "إطالة أمد الحرب للبقاء في السلطة".
كما اتهم كاتبو الرسالة، الذين يصفون أنفسهم بأنهم يهود علمانيون ينخرطون في منظمة "أصوات يهودية من أجل السلام"، نتنياهو بالافتقار إلى مخرج سياسي للحرب، وأبدوا أسفهم على أن جزءاً من المجتمع الإسرائيلي وكثيراً من اليهود حول العالم يدركون مأساوية ما يجري وآثاره على المستقبل.
حسب الموقعين على الرسالة من اليهود في إيطاليا، فإن النقاش يدور حول إذا ما كانت جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة تصنف في خانة الإبادة، وهذا لن يجدي في تخفيف معاناة الضحايا الفلسطينيين ولا الرهائن وأسرهم.
في وقت يحيي فيه اليهود حول العالم "اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست" (الموافق 27 يناير/كانون الثاني) لا يمكن أن تنقلب هذه المناسبة لمجرد طقوس، حسبما كتب الموقعون.
كما دعوا إلى أن تعاد لهذا اليوم روحه الحقيقية التي أريد لها أن تكون مناسبة "للتدبر فيما حدث منعاً لتكرار أن يُنكب به ثانية، لا الشعب اليهودي فحسب، بل كل الشعوب"، ليتساءلوا: "فيمَ تنفع الذاكرة اليوم إذا لم تُجد في وقف إنتاج الموت في غزة والضفة الغربية؟".
فيما انتقد اليهود في إيطاليا من الموقعين على الرسالة استخدام إسرائيل خطاب الضحية وتوظيف معاداة السامية لتسويغ الجرائم، وكتبوا أن هجوم المقاومة "لا يمكن أن يكون حجة يتم التذرع بها لتجاهل ألم الآخرين ونزع الإنسانية عن الضعفاء وممارسة العنف عليهم".
بينما نأى الموقعون أيضاً بأنفسهم عن الإشارات التي حملها بيان لاتحاد الطوائف اليهودية في إيطاليا الذي صنف أي انتقاد لإسرائيل في خانة معاداة السامية، قائلين: "نعرف حق المعرفة معنى معاداة السامية، ولن نتسامح مع توظيفها".
يهود حول العالم "ضد الحرب"
رسالة اليهود في إيطاليا تأتي لتعبر عن معارضة الكثير من اليهود حول العالم لما تقترفه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 4 أشهر من تقتيل وإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
حيث تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر لافتة كبيرة كُتب عليها "دع غزة تعيش"، علّقها ناشطون على برج "كويت" (Coit) وسط ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية.
بحسب مواقع أجنبية، فإن ناشطين يهوداً مناهضين للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، نظموا مسيرة احتجاجية في المدينة الأمريكية، الخميس 18 يناير/كانون الثاني الماضي.
طالب الناشطون بوقف الحرب على غزة بعد مضي نحو 3 أشهر ونصف، وسط حصار شامل على القطاع وسقوط نحو 25 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 60 ألفاً، ومعظم الضحايا من النساء والأطفال.
النشطاء اليهود رفعوا لافتة لدعم الفلسطينيين في غزة، وقالوا إنهم يؤيدون الدعوات التي تطالب بوقف الحرب على غزة.
كما أعربت مجموعة من النواب الديمقراطيين اليهود، بمجلس النواب الأمريكي، عن مخاوفهم أمام السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل هرتسوغ، بشأن التصريحات التحريضية التي أدلى بها الوزيران الإسرائيليان القوميان المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وطلبوا منه توضيحاً.
إذ يقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن التصريحات التي يدلي بها الوزيران اليمينيان المتطرفان، خاصةً فيما يتعلق بالحرب في غزة، تسببت في توتر متزايد بين إسرائيل والكثير من حلفائها، وخاصةً إدارة بايدن والنواب الديمقراطيين.
حيث قال سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، في مقابلة أجراها مؤخراً مع وسائل إعلام إسرائيلية، إن على إسرائيل أن تتخذ خطوات لتشجيع هجرة غالبية الفلسطينيين في غزة، الذين يزيد عددهم على مليوني شخص، إلى بلدان أخرى.