قال إريك برنس مؤسس شركة مرتزقة "بلاك ووتر" سيئة السمعة، إن الولايات المتحدة ينبغي أن "تعود إلى اعتمار قبعة الإمبراطورية الإمبريالية"، و"تتولى السيطرة على مساحات شاسعة من العالم، وتُحكمها حكماً مباشراً".
جاءت هذه التصريحات في حلقة الثلاثاء 6 فبراير/شباط، من بودكاست Off Leash الذي أطلقه برنس في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتزعم النسخة الدعائية من البرنامج أنه "يقدم إطلالة فريدة، ولا تُقدر بثمن، على عالمِنا المتَّسم بتقلباته المتزايدة كل يوم"، بحسب ما نشر موقع The Intercept الأمريكي الأحد 11 فبراير/شباط 2024.
وقال برنس إن "كثيراً من البلدان في جميع أنحاء العالم عاجزة عن حكم نفسها بنفسها؛ لذا حان الوقت أن نعتمر قبعة الإمبراطورية مرة أخرى، وأن نعلن للجميع أننا سنحكم تلك البلدان (فقد طفح الكيل، ولن نسمح لهم بغزوِنا أكثر من ذلك)"، و"يمكن أن نقول إن هذا الأمر يسري على أفريقيا بأكملها تقريباً، فهم غير قادرين على حكم أنفسهم".
وعلى الرغم من أن ماريك سيرانو، المضيف المشارك في البرنامج، قاطع برنس محذراً من أن المستمعين ربما يظنون أنه يقصد عودة الولايات المتحدة لتصبح "قوة استعمارية" مرة أخرى، فإن مؤسس "بلاك ووتر" لم يتوانَ عن تكرار تصريحاته، وقال: "بلى، أقصد ذلك بلا شك"، و"أرى أن هذه الفكرة عظيمة وجديرة بالاتباع ليس فقط في أفريقيا، بل في أمريكا اللاتينية أيضاً".
يبدو أن برينس وسيرانو إمَّا لا يعلمان أو لا يُباليان بأن الموجات السابقة من الحملات الاستعمارية الأوروبية أدت إلى مقتل عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وأن الأيديولوجية الاستعمارية أفضت في القرن العشرين إلى ظهور النازية.
جديرٌ بالذكر أن برنس شقيق بيتسي ديفوس، وزيرة التعليم في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو نفسه يعمل مستشاراً غير علني لترامب.
ولم يكتفِ برنس بهذه التصريحات، بل عمد في وقت لاحق من الحلقة إلى ترديد دعايته المعروفة عن "التحالف بين عدو الداخل وعدو الخارج"، والزعم بأن حركة (حياة السود مهمة) الاحتجاجية النشطة في أوساط الأمريكيين الأفارقة وغيرهم، قد تحالفت مع مؤيدي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الحزب الديمقراطي الأمريكي، وأن هذا التحالف "في أوج نشاطه منذ الصيف"، لذا يجب مواجهتهم "بالقانون وفرض النظام على الفور".