أعدها من أجل منع لباس المسلمين.. “تايمز”: خطة ماكرون بشأن الزي المدرسي تشعل “حرباً طبقية” بفرنسا

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/11 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/11 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - رويترز

أثارت مبادرة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بجعل الزي المدرسي إلزامياً في فرنسا جدلاً ورفضاً، خاصة في مناطق مثل بريتاني، وبينما يزعم ماكرون أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز المساواة والاحترام، يقول منتقدوها إنها قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات المرتبطة بالتنوع والفقر، في الوقت الذي يقول فيه مراقبون إن هدف ماكرون "غير المعلن" هو منع ملابس المسلمين.

وفق تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأحد 11 فبراير/شباط 2024، فقد زعم ماكرون في خطاب تلفزيوني أن هذا الإجراء سـ"يمحو عدم المساواة بين العائلات ويعزز مشاعر الاحترام". 

في أعقاب الحظر الذي فرض مؤخراً في المدارس على العباءات التي ترتديها بعض النساء والفتيات المسلمات، يبدو أن الهدف منه أيضاً منع الطلاب المسلمين من ارتداء ملابس قد تميزهم عن زملائهم.

الآباء يرفضون

وقال آباء مثل ديفيد أندرسون، الذي عاصر سياسات الزي الموحد في المملكة المتحدة ويقيم الآن في فرنسا، إنهم لا يؤمنون بفعالية الزي الموحد في حل القضايا الاجتماعية. والكثير من الآباء والأبناء، ومن ضمنهم نجل أندرسون، تشارلي، غير راضين عن الزي المقترح، متعللين بمخاوف مثل الراحة والذوق الشخصي.

المسلمون في فرنسا/ رويترز
المسلمون في فرنسا/ رويترز

وفي بلويسي، بعد أن سجل العمدة مدرسة ابتدائية في برنامج ماكرون التجريبي، احتج حوالي 300 من الآباء أمام مبنى البلدية، وبعدها سحب العمدة المدرسة من البرنامج. 

ورغم انضمام بعض المدارس إلى المشروع التجريبي، رفض المعلمون والآباء في مدارس أخرى كثيرة ذلك، ما ترك الحكومة تعاني لتسجيل مئة مدرسة قبل الموعد النهائي يوم الخميس. وكان ماكرون قال إنه إذا نجحت التجربة، فسيصبح الزي المدرسي إلزامياً لجميع طلاب المدارس اعتباراً من عام 2026.

يشككون في فعاليته

ويشكل الجدل الدائر حول مبادرة ماكرون للزي الموحد تحدياً لأجندته التعليمية ولوزيرة التعليم المعينة حديثاً نيكول بيلوبيه. ورغم اختفاء الزي الرسمي من معظم المدارس الفرنسية منذ الاضطرابات الاجتماعية عام 1968، تجدد الاهتمام به، خاصة بين الساسة اليمينيين مثل مارين لوبان.

فيما يعتزم ماكرون في مشروعه تزويد الطلاب بمجموعة من قمصان البولو والكنزات والسراويل، وأن تتولى السلطات المحلية والحكومة تغطية تكلفتها مبدئياً. ومع ذلك، يرى منتقدون أنه من الأفضل إنفاق الأموال على إصلاحات المدارس أو اللوازم المدرسية، ويشككون في فعالية الزي الرسمي في حل مشكلة التفاوت الاجتماعي.

رغم نوايا ماكرون لتعزيز القيم "الجمهورية" المحافظة لإبعاد الناخبين عن حزب التجمع الوطني الذي تتزعمه لوبان، يسلط رفض مبادرته الضوء على مدى تعقيد الإصلاحات التعليمية في فرنسا والآراء المتباينة بين الآباء والمعلمين والساسة.

تحميل المزيد