قررت الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية حظر المكالمات الآلية التي تُستخدَم فيها أصوات مولَّدة بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي، في إجراء يهدف إلى مكافحة عمليات الاحتيال الآخذة في التطور بهذا المجال.
حيث تضمّن بيان لرئيسة اللجنة الفيدرالية للاتصالات جيسيكا روزنوورسيل، الخميس 9 فبراير/ شباط 2024، أن "جهات سيئة النية تستخدم أصواتاً أُنشِئت بواسطة الذكاء الاصطناعي في مكالمات هاتفية غير مرغوب فيها" لغايات مختلفة، من بينها ابتزاز أفراد وانتحال شخصيات مشاهير، وتضليل الناخبين. وحذّرت "المحتالين الذين يقفون وراء هذه المكالمات الهاتفية"، بحسب ما نقل موقع "فرانس 24".
وأوضحت اللجنة أن قرارها الذي يدخل حيّز التنفيذ على الفور، يجعل تقنيات استنساخ الصوت المستخدمة في هذه المكالمات الآلية المعروفة بالإنجليزية بـrobocalls غير قانونية، وتُعتبر احتيالاً على المستهلكين.
وتسبب التطور الكبير للذكاء الاصطناعي التوليدي خلال العام الماضي في إثارة مخاوف عدة دفعت إلى محاولات عدة لتنظيم استخدام هذه التقنية التي تتيح إنشاء محتويات (من نصوص وصور وأصوات) بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية.
ولفتت الهيئة إلى أن "الزيادة في هذه الأنواع من مكالمات الذكاء الاصطناعي تسارعت في السنوات الأخيرة، نظراً إلى أن هذه التكنولوجيا باتت تتيح خداع المستهلكين بمعلومات مضللة من خلال تقليد أصوات المشاهير والمرشحين السياسيين وأفراد الأسرة المقربين".
مكالمات الذكاء الاصطناعي
وفي هذا السياق، برزت في هذا الإطار أخيراً اتصالات هاتفية مزورة استُخدِم فيها صوت الرئيس جو بايدن تُثني سكان ولاية نيوهامبشير عن التصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. ويجري التحقيق في "محاولة غير قانونية محتملة لتعطيل" التصويت.
تجدر الإشارة إلى أن بايدن وقّع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مرسوماً لتحسين تنظيم الذكاء الاصطناعي، من حيث تأثيره على الأمن والعدالة وعلى سوق العمل. ومن أبرز ما أوصى به النص تطوير أدوات لتسهيل رصد المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقالت جيسيكا روزنوورسيل إن "أدوات جديدة للقضاء على عمليات الاحتيال هذه وضمان حماية العامة من الاحتيال والمعلومات المضللة ستتوافر لدى المدعين العامين في الولايات من الآن فصاعداً".