أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة أجراها معه المذيع الأمريكي تاكر كارلسون وبُثت مساء الخميس 8 فبراير/شباط 2024، أنه "من غير الوارد" أن تغزو القوات الروسية بولندا أو لاتفيا، مشدداً على أنه "ببساطة ليست لدينا أي مصلحة" في توسيع الحرب الدائرة في أوكرانيا.
بوتين اعتبر في المقابلة التي تعتبر الأولى له مع جهة أمريكية منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، أن هزيمة قواته في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا "مستحيلة بحكم التعريف".
وأشار بوتين في المقابلة التي استمرت ساعتين مع مذيع التلفزيون الأمريكي تاكر كارلسون إلى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الصحافي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش، المحتجز في روسيا منذ نحو عام بتهمة التجسس.
متى يمكن أن تهاجم روسيا بولندا؟
ورداً على سؤال عما إذا كان يمكنه تصور سيناريو يتم خلاله إرسال قوات روسية إلى بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، أجاب بوتين: "فقط في حالة واحدة، إذا هاجمت بولندا روسيا. لماذا؟ لأننا ليس لدينا مصلحة في بولندا أو لاتفيا أو أي مكان آخر. لماذا نفعل ذلك؟ ببساطة ليس لدينا أي مصلحة".
واعتبر بوتين أن هزيمة قواته في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا "مستحيلة بحكم التعريف".
وأضاف الرئيس الروسي: "كانت هناك صيحات وأصوات تدعو لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة. برأيي، هذا الأمر مستحيل بحكم التعريف. هذا لن يحدث أبداً".
كما أشار إلى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش، المحتجز في روسيا منذ نحو عام بتهمة التجسس.
وقال بوتين: "أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق. ليست هناك محرمات لتسوية هذه القضية. نحن مستعدون لحلها، لكن بعض الشروط تناقش عبر قنوات أجهزة الاستخبارات".
لماذا وافق بوتين على إجراء هذه المقابلة؟
وتحدث بوتين باللغة الروسية، وجرت دبلجة تصريحاته إلى الإنجليزية. وبدأها بحديث مطول حول علاقات روسيا مع أوكرانيا وبولندا ودول أخرى.
وقال الكرملين إن بوتين وافق على إجراء المقابلة مع كارلسون؛ لأن النهج الذي يتبعه مذيع فوكس نيوز السابق يختلف عن التغطية "أحادية الجانب" للصراع في أوكرانيا التي تتبعها العديد من وسائل الإعلام الغربية.
ويعتبر كارلسون على علاقة وثيقة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يكون مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويدعو ترامب إلى وقف تصعيد الحرب في أوكرانيا، حيث تقدم إدارة الرئيس جو بايدن دعماً قوياً لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما أنه يعارض إرسال مليارات الدولارات من المساعدات.
فيديو الترويج للمقابلة أثار جدلاً واسعاً
وكان فيديو نشره الصحفي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون قد أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد ملايين المشاهدات على منصة "إكس"؛ حيث أعلن أنه سيجري مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن الغرض منها هو إطلاع الشعب الأمريكي على حقيقة روسيا وأسباب أزمة أوكرانيا.
ونشر كارلسون فيديو ظهر فيه أمام الكرملين بلغ عدد مشاهداته 20 مليون مشاهدة، وأشار كارلسون إلى أن البيت الأبيض حاول مرتين تعطيل مقابلته مع بوتين ومنعه من إجرائها، فيما نفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير في وقت لاحق تصريح كارلسون.
كما أشار الصحفي الأمريكي إلى أن رجل الأعمال إيلون ماسك ومالك منصة "إكس" وعد بعدم تقييد أو حجب مقابلته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار الصحفي الأمريكي الشهير إلى أن معظم الأمريكيين لا يعلمون شيئاً، ولا يوجد لديهم فكرة صحيحة عما يحدث في روسيا أو في أوكرانيا.
وأضاف: "والناس في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية لا يعلمون شيئاً عن هذه الحرب أيضاً، ويعتقدون أنه لا شيء حقاً تغير، وهم يقولون ذلك لأن أحداً لم يخبرهم الحقيقة، وسائل إعلامهم فاسدة، ويكذبون على القراء والمشاهدين، وهم يفعلون ذلك على غفلة منهم. على سبيل المثال من اليوم الأول للحرب في أوكرانيا، وسائل الإعلام الأمريكية تحدثت مع عشرات الأوكرانيين، وأجرت عشرات المقابلات مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي".
كما أوضح كارلسون، حسب ما نشرته وسائل إعلام روسية، أن "المقابلات التي تجري في الولايات المتحدة هي في العادة ليست مقابلات صحفية؛ بل جلسات تملق مخصصة بشكل خاص للمبالغة، زيلينسكي طلب أن تدخل (أمريكا) بعمق في حرب في أوروبا الشرقية وتدفع من أجلها. هذه ليست صحافة. إنها دعاية حكومية، دعاية من أسوأ الأنواع والتي تقتل الناس".
كما اتهم الصحفي الأمريكي السياسيين ووسائل الإعلام في أمريكا بالترويج لزعماء الغرب، مضيفاً: "لم يكلف أي صحفي غربي نفسه إجراء مقابلة مع رئيس الدولة الأخرى المنخرطة في الصراع، فلاديمير بوتين. معظم الأمريكيين لا يعلمون لماذا حارب بوتين أوكرانيا، أو ما هي أهدافه الآن. لم يسمعوا صوته أبداً. هذا خطأ. الأمريكيون لديهم الحق بمعرفة كل شيء بشأن الحرب التي ينخرطون فيها، ونحن لدينا الحق بإخبارهم بشأنها؛ لأننا أمريكيون أيضاً".