قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة 9 فبراير/شباط 2024، إنه أمر جيش الاحتلال بتطوير خطة مزدوجة من أجل عرضها على الحكومة، تهدف إلى "إجلاء المدنيين من رفح" وهزيمة كتائب حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفق تعبيره.
وزعم رئيس الاحتلال، في بيان أصدره كتبه، أنه "من الواضح أن عملية واسعة النطاق في رفح تتطلب إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال".
كما ادعى كذلك، أنه "من المستحيل تحقيق هدف الحرب المتمثل في القضاء على حماس مع بقاء أربع كتائب لها في رفح".
ثم تابع: "لذلك، فقد أوعز رئيس الوزراء للجيش والمؤسسة الأمنية برفع خطة مزدوجة إلى الكابينت (المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية) سترتكز على إجلاء السكان وعلى تدمير كتائب حماس".
بينما لم يحدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السقف الزمني لوضع هذه الخطة أو موعد إطلاق العملية العسكرية التي وصفها "بالمكثفة" في رفح.
يحدث هذا في الوقت الذي تشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 -1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.
الخميس 8 فبراير/ شباط 2024 ، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن "أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، ومع وجود أكثر من مليون، وربما أكثر من مليون ونصف مليون، فلسطيني يلتمسون اللجوء ويبحثون عن مأوى في رفح دون الأخذ في الحسبان واجب سلامتهم، ستكون كارثة، ولن نؤيدها".
يشار إلى أنه منذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها مناطق آمنة لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات.
وحتى، الجمعة، وصلت العملية البرية إلى خانيونس ولم تمتد إلى رفح وإن كان الجيش الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفا مدفعيا واسعا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
"القتال مستمر"
في وقت سابقٍ الجمعة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن القتال في غزة مستمر، لا سيما شمال القطاع ووسطه وجنوبه، وأضاف في تصريح مكتوب: "على مدار آخر أربع وعشرين ساعة، يستمر جنود سلاح البحرية، وسلاح الجو والقوات البرية في قتالهم المشترك بقطاع غزة".
كما ادعى أنه "إلى جانب القتال الذي يدور في منطقة خان يونس (جنوب)، فإنه يتواصل أيضاً في شمال القطاع ووسطه"، دون مزيد من التفاصيل عن المواقع.
وأعلن أن "فرقة الكوماندوز تستمر في العمل بغرب خان يونس". وذكر أنه تم "استهداف عدد من المسلحين الفلسطينيين من الجو في غرب خان يونس".
ثم زاد: "في نشاط آخر بالمنطقة، وجَّه مقاتلو مجموعة القتال التابعة للواء 646، طائرات هاجمت عدة مبانٍ مفخخة بالقرب من القوات". وزعم: "خلال عمليات الدهم للأهداف رصد الجنود وسائل قتالية، وعتاداً عسكرياً ووسائل تقنية"، دون مزيد من التفاصيل.
من جهة ثانية، أشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنه "في منطقة بيت لاهيا (شمالي قطاع غزة)، رصدت منظومة النيران التابعة للواء الشمالي خلية مسلحة على مقربة من موقع عسكري تابع لمنظمة حماس"، لافتاً إلى قتل اثنين منهم بهجوم جوي.
فيما لم تعلق "حماس" على بيان الجيش الإسرائيلي حتى الساعة الـ13:05 ت.غ.
فظائع الاحتلال
تأتي مواصلة الحرب المدمرة على القطاع، في وقت يجري فيه بحث مقترح أمريكي قطري مصري بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، يتضمن خطة من 3 مراحل، مدة كل منها 45 يوماً، يتم خلالها وقف العمليات العسكرية بالكامل من الجانبين، وتبادل الأسرى والجثث.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي مطلق، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع يواجه الاحتلال اتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.