“بوتين تحدث دون انقطاع والصحفي قضى الوقت صامتاً”.. تفاصيل مقابلة تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي 

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/09 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/09 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ رويترز

أمضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول 30 دقيقة من مقابلته التي استغرقت ساعتين مع مقدم البرامج السابق بشبكة Fox News الأمريكية، تاكر كارلسون، وهو يلقي خطبة تاريخية عن الأساطير المؤسِّسة لروسيا وأوكرانيا، وتفكُّك الاتحاد السوفييتي، وتوسُّع الناتو، حسب ما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.

ووبَّخ بوتين المذيعَ الأمريكي عندما قاطعه، واسترسل في الحديث بيقينيةٍ وغطرسة عن شتى الموضوعات، بداية من الحرب في أوكرانيا والعلاقات مع الولايات المتحدة، وقضية المراسل الأمريكي المسجون إيفان غيرشكوفيتش، والذكاء الاصطناعي.

وبحلول نهاية المقابلة، ظهر واضحاً من كلام بوتين أنه ليس لديه أي نية في إنهاء حربه على أوكرانيا عما قريب، ومع ذلك بدا أن كارلسون ليس به طاقة لمعارضته. وعرض بوتين مواصلة اللقاء، إلا أن كارلسون كان من الواضح أنه منهك من إسهاب الرئيس الروسي في الحديث عن نظريات المؤامرة ومظالم بلاده لدى الغرب، فشكرَ بوتين واختتم اللقاء الذي كان يروج أنه سيكون انقلاباً إعلامياً. 

وقال محللون إن أحد الأسباب التي دفعت بوتين لاختيار كارلسون من أجل هذا اللقاء، هو التعاطف الملحوظ من المذيع الأمريكي معه، فقد رفض مراراً الانتقادات الموجهة لبوتين على مر السنين. وقد أراد بوتين كذلك أن يخاطب مؤيدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الحزب الجمهوري خلال عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأن ذلك قد يعزز فرص ترامب في الفوز بالانتخابات، ويُسهم في إقناع الجمهوريين بمواصلة منع المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا ورفض الموافقة عليها في الكونغرس.

بوتين فلاديمير بوتين مقابلة الصحفي الأمريكي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ رويترز

الكلمة لبوتين في المقابلة 

فيما قضى كارلسون كما تقول الصحيفة الأمريكية، معظم المقابلة صامتاً، وبدا مرتبكاً، ولم يطرح سؤالاً واحداً عن الهجمات الروسية على المناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، والتي أسفرت عن مقتل آلاف الأوكرانيين. 

كما لم يتطرق لادعاءات جرائم الحرب التي يُتهم بها الزعيم الروسي ولا الترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين. وغابت أيضاً الأسئلة عن حملات القمع السياسية الشاملة التي يُقال إن السلطات الروسية شنَّتها على معارضي بوتين، وأحكام السجن الطويلة التي صدرت بحق المواطنين الروس العاديين الذين نظموا احتجاجات مناهضة للحرب. 

واقتصر كارلسون على فئة معينة من الأسئلة، مثل هل يمكن لأي رئيس عالمي أن يكون مسيحياً حقيقياً، وبدا في بعض الأحيان أنه يستدرج بوتين إلى إبداء التأييد لمزاعم وجود دولة أمريكية عميقة، والترويج لنظريات مؤامرة أخرى. 

وعندما حاول كارلسون التدخل أثناء حديث بوتين، وبَّخه الرئيس الروسي، وقال له بلهجة متعالية: "سأخبرك، أنا مقبل إلى الحديث عن ذلك. هذه الإحاطة التمهيدية تقترب من نهايتها. قد يكون الأمر مملاً، لكنه يفسر أشياء كثيرة".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القدس الإكوادور
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين/ رويترز

حملت سيطرة بوتين على المقابلة مع كارلسون تناقضاً شديد الوضوح مع الاستجواب الذي تلقاه الزعيم الروسي من مذيع الأخبار النمساوي أرمين وولف، الذي نال الاستحسان في عام 2018، لأنه عارض بوتين أكثر من مرة خلال مقابلته معه، ووضعه في موقف الدفاع عن نفسه بشأن قضايا مختلفة.

من جهة أخرى، أعاد الزعيم الروسي خلال اللقاء ترديد الذرائع التي قدمها لغزو أوكرانيا، ومنها "اجتثاث النازية" من البلاد، وقال: "إذا كانوا يعتبرون أنفسهم شعباً منفصلاً، فلهم الحق في الانفصال. لكن ليس على أساس أتباع الأيديولوجية النازية"، ثم قال إن أوكرانيا دولة تابعة للولايات المتحدة. 

وحذر بوتين الغرب بشدة من إرسال قواته للقتال في أوكرانيا، ثم تساءل مستنكراً: لماذا تتدخل الولايات المتحدة في الصراع بدلاً من الاهتمام بمشكلاتها؟ وقال إن واشنطن يجب أن تكون على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب، متجاهلاً رأي أوكرانيا في ذلك.

تحميل المزيد