قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مساء الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024، إن تكلفة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة لا تزال "مرتفعة للغاية"، مدعياً أنه "كل يوم يفكر في آلاف الأطفال الذين قتلوا بغزة".
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي عقده بإسرائيل على هامش جولته الخامسة في المنطقة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023: "حصيلة الهجوم العسكري الإسرائيلي على المدنيين في غزة، لا تزال مرتفعة للغاية، وفي كل زياراتي ضغطت على إسرائيل من أجل توفير حماية أكبر للمدنيين".
وأضاف أن الولايات المتحدة "ما تزال مصرة على السعي وراء مسار دبلوماسي، وتحقيق الأمن لكل المنطقة، خاصةً إسرائيل".
واعتبر بلينكن، أن "العمليات الإسرائيلية التي جاءت رداً على هجوم حماس المميت في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مبررة بشكل تام"، لكنه في المقابل، رأى أن "المدنيين في غزة لا علاقة لهم بأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول".
وفي ما يتعلق بمسار التفاوض بين إسرائيل وحركة حماس، أوضح بلينكن أن واشنطن "ترى في رد حماس مساحة تجعلها تعتقد أن بالإمكان متابعة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق".
وشدد على أن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في هذا الشأن، ستركز على مساعي إعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة.
من جانبها، كشفت قناة 13 الإسرائيلية أن بلينكن قال في اجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين: "لقد صدمت من 7 أكتوبر/تشرين الأول، ملتزماً بمنع حدوث شيء كهذا مرة أخرى، ولكن يجب علينا أن ندرك الحقيقة: عائلات بأكملها لا علاقة لها بحماس تعرضت للأذى. كل يوم سأسأل نفسي وأفكر في آلاف الأطفال الذين قتلوا بغزة".
فيما قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، قلق واشنطن "البالغ" بشأن توسع العمليات العسكرية في رفح، جنوبي غزة.
وذكر الموقع، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي مطلع (لم يسمه)، أن بلينكن التقى نتنياهو وغالانت، الأربعاء، إضافة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ومدير "الشاباك" رونين بار، ومدير "الموساد" ديفيد بارنياع.
وفي اللقاء بتل أبيب، أطلع هاليفي بلينكن على عمليات الجيش الإسرائيلي وخططه للأسابيع المقبلة، موضحاً أن الهدف هو "تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس في رفح".
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن بلينكن أبلغ نتنياهو وغالانت قلق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "البالغ" بشأن التوسع المحتمل للعمليات العسكرية في رفح.
وخلال اللقاء، تحدث المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، عن المشاكل التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيراً إلى احتجاجات إسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم (جنوب) لمنع الشاحنات من دخول قطاع غزة.
وحينها، تدخل بلينكن وقال لنتنياهو وغالانت إن إسرائيل بحاجة إلى حل هذه القضية "في أقرب وقت ممكن"، حسبما ذكر المصدر ذاته.
وأعرب بلينكن خلال الاجتماع أيضاً عن "مخاوفه بشأن فشل التواصل بين الجيش الإسرائيلي والمنظمات الدولية وعدم كفاية تفادي الاشتباك، ما أدى إلى استهداف موظفي الأمم المتحدة الذين كانوا يقومون بإيصال المساعدات".
من جانبه، قال متحدث وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر، في بيان لاحق، إن نتنياهو وبلينكن "ناقشا أهمية زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المدنيين النازحين في جميع أنحاء غزة".
وقال ميلر إن بلينكن ونتنياهو ناقشا أيضاً الجهود الأخيرة لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة و"رؤية الولايات المتحدة للسلام والأمن الدائمين في المنطقة".
كما أكد بلينكن دعم الولايات المتحدة لدولة فلسطينية، مشدداً على "الحاجة المُلحة لتهدئة التوترات في الضفة الغربية ومنع توسع الصراع"، وفق بيان الخارجية الأمريكية.
وفي وقت سابقٍ الأربعاء، التقى بلينكن ونتنياهو في القدس الغربية، ضمن جولة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي في الشرق الأوسط، هي الخامسة له منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وشملت الجولة المقرر أن يختتمها بلينكن، الخميس، كلاً من السعودية وقطر ومصر، وإسرائيل، والضفة الغربية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة بدعم أمريكي على غزة خلفت حتى الأربعاء، 27 ألفاً و708 شهداء و67 ألفاً و147 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.