يبتهجون بتدمير المنازل وقتل الأبرياء! فيديوهات تبرز سلوك جنود الاحتلال أثناء دخولهم قطاع غزة 

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/06 الساعة 21:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/06 الساعة 21:44 بتوقيت غرينتش
عناصر من جنود الاحتلال الإسرائيلي في غزة/ رويترز

نشرت صحيفة The New York Times الأمريكية  تقريراً يوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024 حول الفيديوهات التي تُظهر سلوك الجنود الإسرائيليين أثناء تنفيذ المهام التي توكل إليهم في إطار الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة

وجاء في التقرير أن أحد الفيديوهات أظهر جندياً إسرائيلياً يرفع إصبع الإبهام أمام الكاميرا، بينما يقود جرافة في أحد شوارع بيت لاهيا شمال غزة، ويدفع سيارة مدمرة نحو مبنى نصف منهار. وجاء في التعليق المصاحب للفيديو الذي نشره الجندي على صفحته الخاصة بمنصة تيك توك، مصحوباً بنشيد وطني عسكري: "توقفت عن إحصاء عدد الأحياء التي محوتها".

جنود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة/الأناضول

جنود إسرائيليون يتباهون بتدمير غزة 

منذ إطلاق الحرب الإسرائيلية ضد غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشارك الجنود فيديوهات من داخل القطاع على منصات التواصل الاجتماعي؛ مما يعرّض نظرة نادرة وغير مسموح بها حول العمليات على الأرض. شوهد بعض من هذه الفيديوهات بين الدوائر الصغيرة المقربة من الجنود الذين ينشرونها، لكن فيديوهات أخرى شوهدت عشرات الآلاف من المرات.

تقول الصحيفة إنها استعرضت مئات من هذه الفيديوهات. إذ يعرض بعض منها جوانب عادية من حياة الجنود: سواء تناول الطعام، أو التسكع، أو إرسال الرسائل إلى ذويهم.

غزة إسرائيل جنود الاحتلال
عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي – رويترز

فيديوهات توثق نهب جنود إسرائيليين للمتاجر 

فيما تلتقط فيديوهات أخرى نهب المتاجر المحلية، والصفوف المدرسية، والإدلاء بتعليقات مهينة حول الفلسطينيين، أو تجريف مناطق تبدو مدنية لبناء مستوطنات إسرائيلية في غزة، وهي فكرة تحريضية روَّج لها بعض من الساسة اليمينيين المتطرفين.

حتى إن بعضاً من المنشورات التي ينشرها الجنود تنتهك القوانين التنظيمية الخاصة بقوات الدفاع الإسرائيلية التي تحظر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق أفراد الخدمة، والتي تحظر على وجه التحديد نشر محتوى قد "يؤثر على صورة جيش الدفاع الإسرائيلي والتصورات حوله في أعين الجمهور"، أو التي تظهر سلوكيات "تمس كرامة الإنسان".

في المقابل أدان جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له الفيديوهات التي التُقطت عن طريق الجنود والتي استعرضتها صحيفة The New York Times في تقريرها.

لكن هناك فيديوهات جديدة مثل هذه تستمر في الظهور على شبكة الإنترنت، لتُذكِّر مشاهديها بالطرق العديدة التي تغيِّر منصات التواصل الاجتماعي الحرب.

ومع التدقيق المكثف الذي تخضع له الحرب الإسرائيلية ضد غزة، أثارت العديد من الفيديوهات التي التقطها الجنود انتقادات واسعة؛ حتى إن واحداً من هذه الفيديوهات خضع للفحص، وذكرت خمسة فيديوهات أخرى ضمن الأدلة في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي اتهمت فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، وهو اتهام نفته إسرائيل قطعياً.

وقد أوضحت الصحيفة أنها تتبَّعت أكثر من 50 فيديو يُنسب إلى الوحدات الهندسية القتالية في الجيش الإسرائيلي، تُظهر استخدام الجرافات والحفارات والمتفجرات لتدمير منازل ومدارس وبنايات مدنية.

تتصدر الأنباءَ مع كل حرب رغم مساحتها الصغيرة.. تاريخ بلدة خزاعة في قطاع غزة وأبرز المعلومات عنها
الاحتلال الإسرائيلي يشن حروباً ضارية على القطاع – shutterstock

تدمير على نطاق واسع

أثار خبراء حقوق الإنسان المخاوف حول نطاق هذا النوع من التدمير في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، قائلين إن المعايير الدولية للحرب تتطلب وجود ضرورة عسكرية واضحة لتدمير الممتلكات المدنية.

أظهر أحد الفيديوهات جندياً يقف على أنقاض منزل مدمَّر يقع في منطقة سواحل شمال غزة كان ينتمي في الأساس لأحد الفلسطينيين، بينما تُسمع في الخلفية أغنية إسرائيلية ساخرة تقول: "كان هذا منزلي، بدون كهرباء، وبدون غاز"، وذلك قبل أن يتوجَّه نحو النافذة ويشير إلى مشهد الدمار في الخارج. وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن المنزل دُمر في ديسمبر/كانون الأول.

عائلة فلسطينية تبكي فقدان أقاربها في قصف الاحتلال في غزة - الأناضول
عائلة فلسطينية تبكي فقدان أقاربها في قصف الاحتلال في غزة – الأناضول

اكتشاف وتدمير الأنفاق 

من جانبه، قال باسل الصوراني، المحامي الحقوقي الدولي لدى المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة: "إنه شيء مفجع وغير إنساني، ويبين أن الإسرائيليين يريدون أن يخرجوك في الأساس من وطنك، من قطاع غزة".

وأوضحت الصحيفة أن كثيراً من الحسابات التي استعرضتها تعود إلى جنود في وحدات سلاح المهندسين القتالي  بجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم المعدات الثقيلة، بما في ذلك الجرافات، لفتح الطريق أمام الجيش، واكتشاف الأنفاق وتدميرها، وتدمير الهياكل.

حماس إسرائيل الأنفاق
مقاتلو حماس داخل أحد الأنفاق في غزة/ الأناضول

أحد الفيديوهات التي التقطت في ضواحي خان يونس جنوب غزة في مطلع يناير/كانون الثاني 2024، يظهر جنود وحدات المهندسين يدخنون النرجيلة قبل أن تتسبب التفجيرات في هدم بنايات سكنية في الخلفية. وبعد ذلك يرفعون الأكواب ليشربوا نخب بعضهم.

من جانبه، قال جون كويجلي، الأستاذ الفخري في القانون بجامعة ولاية أوهايو، المتخصص في القانون الدولي لحقوق الإنسان: "نطاق تدمير البنايات السكنية في غزة، يشير إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يستخدم معياراً لحماية الممتلكات الخاصة لا يمتثل للمعايير الدولية للحروب"، وذلك في رسالة عبر البريد الإلكتروني.

تحميل المزيد