“حج دبلوماسي وأمني” إلى لبنان.. بريطانيا تقدّم مقترحاً لوقف صراع حزب الله وإسرائيل ومسؤول المخابرات السورية في بيروت

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/06 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/06 الساعة 19:41 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية البريطاني كاميرون مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي (رويترز)

كشفت مصادر دبلوماسية لـ"عربي بوست" أن زيارة كاميرون ديفيد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون حمل خلال زيارته إلى بيروت طرحاً سياسياً لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بين عناصر حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية لـ"عربي بوست" إن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله التقى رئيس جهاز المخابرات العامة السورية اللواء حسام لوقا في بيروت.

ووصل اللواء حسام إلى بيروت بهدف تقييم الوضع الجاري في سوريا ولبنان، والضربات الأمريكية في إطار الرد على استهداف ميليشيات عراقية لقاعد "التنف" على الحدود الأردنية – السورية.

تفاصيل زيارة كاميرون للبنان

وكشفت مصادر حكومية لبنانية رفيعة لـ"عربي بوست" أن وزير الخارجية البريطاني حمل معه مجموعة من الحلول تعالج الواقع الميداني المتوتر في الجنوب اللبناني مع الجانب الإسرائيلي.

ويشير المصدر إلى أن كاميرون التقى برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري وأخبرهم أن بلاده تقترح تعميم نموذج أبراج ونقاط المراقبة الحدودية التي أقامها الجيش اللبناني، بدعم بريطاني، على طول الحدود مع سوريا، لكن هذه المرة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

وأضاف المسؤول البريطاني، حسب المصدر نفسه، أن بلاده تقترح أن تتولى قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" إقامة أبراج ونقاط المراقبة الحدودية على الحدود بين لبنان واسرائيل.

وبحسب المصدر، فإن كاميرون أكد أن هذا الأمر يتطلب إعلاناً من الجانبين عن وقف لإطلاق النار، وسحب القوات العسكرية على جانبَي الحدود، وإعداد خارطة لكل الحدود من منطقة "رأس الناقورة" وصولاً إلى مزارع شبعا، وإجراء اختبارات من خلال اختيار مقاطع حدودية.

وأشار كاميرون إلى أن أبراج ونقاط مراقبة ستكون مجهزة بأجهزة رصد وتتبّع حديثة، تكون تحت إشراف القوات الدولية، وتعمل على جانبي الحدود وليس على الجانب اللبناني فقط. 

ونص الاقتراح الذي قدمه كاميرون إلى ميقاتي إلى أن مهمة هذه القوات والأبراج تتجلى في ضمان عدم حصول خروقات للقرار 1701 من الجانبين، والتثبت من عدم وجود مظاهر عسكرية في عمق محدد.

واعتبر كاميرون، حسب المصدر، أن بلاده بالتعاون مع دول كفرنسا والولايات المتحدة ستطلب من الحكومة الإسرائيلية ضمان عدم القيام بأي خرق بري أو بحري أو جوي للقرار الدولي 1701.

واقترح كاميرون على ميقاتي أن تشارك دول عربية، كقطر ومصر في هذا الحل عبر مراقبين وخبراء، لكن ميقاتي أكد أن الأمر يحتاج إلى نقاش أولاً مع حزب الله لكونه طرفاً أساسياً في الصراع، ومن ثم مع المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين عقب عودته المرتقبة إلى لبنان.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في بيروت/رويترز
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في بيروت/رويترز

رد لبناني: انتظار نتائج تسوية غزة

وأشارت مصادر حكومية إلى أن الجانب اللبناني، وبعد استشارة وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، رأى أن لبنان غير جاهز، سواء رسمياً أو على مستوى حزب الله لإقامة أي تغييرات على الحدود مع إسرائيل قبل وقف الحرب على غزة.

وأضافت المصادر نفسها إلى أن الجانب اللبناني اشترط أن يتم إنهاء الحرب على غزة، وبعدها فإن لبنان ومن خلفه حزب الله مستعد لنقاش جدي حول كل الترتيبات المتعلقة بالحدود والقرار الدولي 1701.

وبحسب المصدر نفسه فإنه جرى تكليف وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لإبلاغ كاميرون رسالة تشير إلى أنه ليس لدى الدولة اللبنانية أي استعداد للبحث في أي تغييرات على القرار 1701 أو على آلية العمل المعمول بها. 

ويرى الجانب اللبناني، حسب المصدر نفسه أن تطبيق المقترح البريطاني سيكون محصوراً بتطبيق العمل بالقرار 1701 من الجانب الإسرائيلي، وهذا لن يتم في ظل استمرار المواجهات العسكرية في الجنوب، واستمرار العدوان على غزة.

بالمقابل أكدت مصادر برلمانية لبنانية، أنه قبيل وصول المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، جرى اتصال بين هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، هذا الأخير والذي وصل إلى واشنطن بهدف إجراء مباحثات سياسية مع أعضاء في الكونغرس والإدارة الأمريكية.

ويشير المصدر إلى أن بو صعب شرح للمبعوث الأمريكي حقيقة الموقف اللبناني، القائم على رفض التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب إقليمية، ولكن في المقابل، هناك أمر رئيسي يجب أن يجري وهو أن يتوقف الجانب الإسرائيلي عن عملياته العسكرية، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وبحسب المصدر فإن هوكشتاين أبلغ المسؤول اللبناني أن الجانب الإسرائيلي يطالب بضمانات حول عدم استمرار حزب الله بالعمليات العسكرية، وعدم تكرار عملية "طوفان الأقصى" انطلاقاً من جنوب لبنان، توازي ضمانات لبنان على المستويات العسكرية والسياسية. 

وبحسب المصدر، فإنه وعلى المستوى العسكري يجري النقاش في كيفية تخفيف حزب الله من انتشار قواته التي استدعاها إلى الجنوب؛ إثر اندلاع الحرب، مقابل الاكتفاء بعناصر الحزب من أهل القرى، مع أسلحتهم الفردية والخفيفة، وإيجاد حل للسلاح الثقيل والدقيق، وإبعاده عن الحدود.

كما أن الضمانات المطلوبة تتعلق بوقف الخروقات الإسرائيلية عبر الطائرات الحربية والمسيّرة للأجواء اللبنانية، وهذا أيضاً جزء يعمل الحزب على تعزيزه عسكرياً؛ من خلال استهدافه لكل أجهزة الرصد والتنصت وأبراج المراقبة الإسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية.

تفاصيل زيارة لوقا لنصر الله

بالتوازي أكد مصدر أمني لبناني لـ"عربي بوست" أن رئيس جهاز المخابرات العامة السورية اللواء حسام لوقا، وصل مساء السبت 4 فبراير/شباط 2024 إلى العاصمة اللبنانية بيروت قادماً من دمشق، والتقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

ويعتبر المصدر أن الزيارة التي تكررت منذ عملية طوفان الأقصى لأكثر من 4 مرات، مردها هذه المرة أن النظام السوري استشعر التغيرات في محيطه؛ ما دفعه لإحداث تغييرات في المنظومتين الأمنية والعسكرية للتعامل مع مرحلة قادمة يأمل أن تشمله، ولهذا نأى بنفسه عن الانخراط المباشر بالاشتباكات بعد حرب غزة.

وبحسب المصدر، فإن المسؤول السوري ناقش مع نصر الله ملفات عاجلة، أهمها طبيعة إعادة التموضع الإيراني وباقي الفصائل في الجغرافيا السورية عقب استهداف فصائل عراقية لقاعدة أمريكية وسقوط قتلى وجرحى من الجانب الأمريكي.

كما ناقش نصرالله مع ضيفه السوري الواقع السياسي والأمني والسياسي في سوريا، وشرح لوقا لنصر الله طبيعة الاتصالات التي يتلقاها النظام عبر دول إقليمية منذ بداية الحرب، والزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدمشق خلال الأسابيع المقبلة.

تحميل المزيد