دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، 4 فبراير/شباط 2024، إلى تجنيب المنطقة مخاطر اتساع صدام بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع إحدى قنوات التلفزة المحلية، تطرق خلالها للعديد من المستجدات الإقليمية والدولية.
وقال الوزير التركي: "الوضع ليس جيداً"، محذّراً من خطورة اتساع صدام على نطاق إقليمي بين إيران والولايات المتحدة، داعياً لضرورة تجنبه.
وعلى صعيد آخر، قال فيدان إن "إسرائيل لا تسعى لتحقيق الأمن بل للحصول على المزيد من الأراضي". وأكد أن "إسرائيل ستكون آمنة في اليوم الذي تعطي فيه الفلسطينيين دولتهم".
في حواره كذلك قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن لم يطبَّق حل الدولتين سنشهد حرباً رابعة في غزة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أنقرة تولي أهمية للتفاهم مع مصر في ما يخص منطقة شرق المتوسط.
كذلك فقد قال فيدان إن هناك تفاهمات مع مصر بخصوص تزويدها بطائرات مسيرة. مؤكداً اكتمال عملية تطبيع العلاقات بين البلدين إلى حد كبير.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من دعوات أطلقها فيدان للمجتمع الدولي؛ لكي يقوم بانتهاج أساليب جديدة للحيلولة دون فتك الجوع والمرض بمليوني إنسان في قطاع غزة المحاصر.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده فيدان مع وزير الخارجية الألباني إجلي حسني، عقب لقائهما في العاصمة تيرانا.
ولفت فيدان إلى المأساة المستمرة في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، وأشار إلى "استمرار مسلسل قتل الأبرياء الفلسطينيين أمام أعين العالم".
وحذر فيدان من خطورة مأساة أخرى في غزة ظهرت في هذه المرحلة، إضافة إلى مقتل آلاف الأبرياء بفعل الرصاص والقنابل. وأوضح أن أكثر من مليوني فلسطينيي تحتجزهم إسرائيل رهائن في غزة، يواجهون خطر الموت جراء الجوع والأوبئة.
وأكد الوزير التركي أن منع دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة "ينذر بكارثة كبرى". وذكر أن الجهود والنوايا الحسنة التي أبداها الرأي العام الدولي حتى الآن لم تنجح في إيصال المساعدات الضرورية لقطاع غزة.
وأضاف: "لهذا السبب، أدعو المجتمع الدولي لاستخدام أساليب مختلفة لاتخاذ تدابير لمنع هلاك مليوني شخص محتجزين في غزة بسبب الجوع والأمراض الوبائية". وأكد ضرورة الإسراع في اتخاذ ما يلزم من تدابير قبل فوات الأوان.
وأشار فيدان إلى أنه بالإضافة إلى من قتلوا بالقنابل والرصاص، يمكن أن يموت مئات الآلاف من الناس من الجوع، مؤكداً أن ذلك سيكون عبئاً أخلاقياً كبيراً لن يتحمله الرأي العام العالمي.
وشدد الوزير فيدان على ضرورة إتاحة تقديم المساعدات إلى غزة بصيغ أخرى غير تلك المتبعة حالياً.
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الأحد "26 ألفاً و422 شهيداً و65 ألفاً و87 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.