قال مديرُ الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، في مقال نشر بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إنه لم يشاهِدْ منذ أربعةِ عقود قضاها في العمل على ملفات الشرق الأوسط، أوضاعاً قابلة للانفجار بالمنطقة كما هي اليوم، محذراً من أن مخاطرَ التصعيد على جبهات أخرى في الشرق الأوسط قائمة.
وفي مقال كتبه للمجلة الأمريكية بعنوان "فن التجسس وفن الحكم، تحويل وكالة الاستخبارات المركزية لعصر المنافسة"، قال بيرنز "لقد أمضيت معظم سنواتي الأربعين الأخيرة في الشرق الأوسط، لم أرَ هذه المنطقة من قبل بهذا القدر من التعقيد والقرب من الانفجار إلى هذا الحد".
مشيراً إلى أن المنطقة أصبحت تواجه مشكلات صعبة للغاية في مواجهة حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، إذ قال في مقاله: "إن الأزمة التي عجل بها هجوم حركة حماس على إسرائيل هو تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة".
وأضاف: "إن إحياء الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل، وكذلك إقامة دولة فلسطينية، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، أمور يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية، لكن من الصعب تخيل الخروج من الأزمة دون متابعتها بجدية".
مؤكداً أن مفتاح "أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران حول برنامجها النووي، وتمكين العدوان الروسي وكبح الحوثيين".
مشيراً إلى "أن الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصراً عن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط المزعجة، لكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها بدون قيادة أمريكية نشطة".
وتأتي تصريحات المسؤول الأمريكي على وقع توترات يعيشها الشرق الأوسط، بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، والتي خلفت حتى الأربعاء "26 ألفاً و900 شهيد و65 ألفاً و949 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.