مدينة الخيام أصبحت بحجم 500 ملعب كرة قدم.. تحقيق يكشف حجم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان على غزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/31 الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/31 الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش
جرائم الاحتلال في قطاع غزة/ الأناضول

كشف تحقيق أجرته شبكة "BBC" وصحيفة "The Guardian" البريطانيتين، أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلّفت دماراً هائلاً بمنازل قطاع غزة، بعد مرور أكثر من 3 أشهر من العدوان، الذي تسبب في استشهاد نحو 27 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال.

حيث نشرت BBC، الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، تحليل بيانات جديداً أظهر أن أكثر من نصف البنايات في قطاع غزة أصابها الدمار أو تضررت منذ بداية الحرب. وتكشف لقطات الأقمار الصناعية أن وتيرة القصف على جنوب ووسط قطاع غزة قد زادت منذ بداية ديسمبر/كانون الأول، مع التركيز على منطقة خان يونس.

فيما تشير التقديرات المبنية على تحليل البيانات نفسه، إلى تضرر أو تدمير ما يتراوح بين 144 ألفاً و175 ألف بناية في قطاع غزة -أي ما يتراوح بين 50% و61% من إجمالي بنايات غزة. 

حجم وسرعة الدمار استثنائية

أجرى هذا التحليل كوري شير، من جامعة مدينة نيويورك، وجيمون فان دين هوك، من جامعة ولاية أوريغون، حيث تضمن مقارنةً للصور من أجل فحص التغييرات في ارتفاع وتركيبة البنايات بهدف تحديد الأضرار.

في خان يونس وحدها، تعرّض 38 ألف منزل للدمار أو الأضرار (أي 46% من إجمالي البنايات)، وأُصيب 1500 منها في الأسبوعين الماضيين فقط. وضمت قائمة البنايات برج الفرا، المبنى السكني المؤلف من 16 طابقاً في قلب خان يونس، والذي كان أطول بنايات المنطقة قبل انهياره في 9 يناير/كانون الثاني.

في إحدى الصور المنشورة بواسطة الشبكة البريطانية، تظهر واجهة مطعم سنابل بخان يونس قبل أشهر من بداية الحرب، مع مقارنة بصورة أخرى لدمار واجهة المطعم والتقاطع المجاور له بعد دخول الجيش الإسرائيلي للمنطقة.

حيث قال المحقق: "لقد سبق لنا تحليل صور من أوكرانيا ومن حلب في سوريا ومن مناطق أخرى، لكن حجم وسرعة الدمار هنا استثنائية. لم تسبق لي رؤية حدوث هذا القدر من الأضرار بهذه السرعة".

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية كذلك الأضرار الجسيمة التي أصابت المناطق الزراعية، بما فيها من مزارع ومحاصيل. ويتجلى تغيير بارز آخر في ما حدث ويواصل الحدوث جنوب القطاع، بالقرب من الحدود مع مصر. 

اتساع رقعة الخيام جنوب قطاع غزة

فخلال الشهرين الماضيين، انتصبت الخيام والهياكل المؤقتة الأخرى في كل ركنٍ من منطقة المواصي الإنسانية برفح لاستيعاب النازحين من بقية أرجاء قطاع غزة، وتحتل تلك الخيام الآن مساحة 3.5 كيلومتر مربع. وقد قالت BBC إن هذه المساحة تعادل مساحة 500 ملعب كرة قدم تقريباً.

في تحقيقٍ موازٍ نشرته صحيفة Guardian، وركّز على 3 أحياء في غزة، كشفت الصحيفة عن تضرر أكثر من 250 بناية سكنية و17 مدرسة وجامعة و16 مسجداً و3 مستشفيات و3 مقابر و150 صوبة زراعية.

كان حي الزهراء في وسط غزة من بين الأحياء التي ركز عليها هذا التحقيق، حيث كان يقطنه 5000 ساكن في عشية الحرب. وهناك 3 جامعات في هذا الحي، أظهرت الصور حجم الأضرار التي لحقت بها.

فيما تُعد جامعة الإسراء من بين تلك الجامعات، وقد فجّرتها قوات الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي بعد استخدامها كقاعدةٍ عسكرية. بينما طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بتفسير رسمي بعد انتشار فيديو يُظهر تفجير الجامعة. في ما جرى تدمير أبراج الزهراء التي كانت تضم 24 بنايةً شاهقة الارتفاع يقطنها أكثر من 3000 شخص، وذلك خلال عمليات تفجير أخرى.

تحميل المزيد