قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مساء الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، إنه ناقش مع رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجهود الجارية لتحرير الرهائن الإسرائيليين وعقد "هدنة مطولة" للقتال بغزة، في الوقت الذي أعلنت فيه عائلات محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، عن شكرها لدولة قطر على جهودها للتوصل إلى صفقة جديدة بين إسرائيل و"حماس" لإطلاق سراح ذويهم.
جاءت تصريحات بلينكن خلال حديثه في مؤتمر صحفي بالعاصمة واشنطن، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية. وقال بلينكن إنه ناقش خلال لقائه، في وقت سابقٍ اليوم الإثنين، مع نظيره القطري "الجهود الجارية لتحرير الرهائن الإسرائيليين وخلق هدنة مطولة للقتال في قطاع غزة".
الرد على قتل جنود أمريكيين في الأردن
أنتوني بلينكن قال كذلك، إنّ رد بلاده على استهداف قواتها قرب الحدود الأردنية السورية، سيكون "متعدد المستويات وعلى مراحل ويستمر لبعض الوقت". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، الإثنين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، في واشنطن.
وأعرب عن حزنهم على الجنود الأمريكان الـ3 الذين قتلوا جراء الهجوم، مؤكداً اتخاذهم كافة التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات على القوات الأمريكية. وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس "خيار الرد العسكري" أيضاً.
وفي معرض رده على سؤال عن "طبيعة الرد الذي ستقوم به الولايات المتحدة"، قال بلينكن: "كما أسلف الرئيس (بايدن) أمس، سنرد على هذا الهجوم، وسيكون ردنا متعدد المستويات وعلى مراحل ويستمر لبعض الوقت". وشدد على أن الولايات المتحدة لا تسعى للانخراط في حرب مع إيران.
وأفاد بأن "التوتر تصاعد جداً في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، مبيناً أن الولايات المتحدة ستواصل حماية مصالحها في الشرق الأوسط.
والأحد، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان، مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 25 آخرين في هجوم بطائرة مسيرة ضرب قاعدة شمال شرقي الأردن قرب الحدود مع سوريا. وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن القتلى كانوا في "البرج 22″ في الأردن، و"تمثل عملية قتلهم تصعيداً كبيراً للوضع في الشرق الأوسط".
عائلات أسرى إسرائيليين يشكرون قطر
في سياق متصل أعربت عائلات محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، عن شكرها لدولة قطر على جهودها للتوصل إلى صفقة جديدة بين إسرائيل و"حماس" لإطلاق سراح ذويهم.
جاء ذلك في بيان باسم العائلات عقب لقاء جمعهم، الإثنين، برئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وفق ما ذكرته القناة (12) الإسرائيلية.
وقال أهالي المحتجزين: "في اجتماعنا أوضحنا موقفنا (أنه) يجب على جميع الأطراف المعنية التوصل إلى اتفاق يعيد المختطفين إلى وطنهم". وأضافوا: "بعد 114 يوماً، نعلم أن ظروف المختطفين الذين ما زالوا بالأسر في وضع صعب لا يطاق، وحان وقت إعادتهم". وتابعوا: "نشكر قطر على جهودها للتوصل إلى صفقة جديدة".
وفي وقت سابقٍ الإثنين، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، إن هناك جهداً "جباراً" لتهيئة الظروف من أجل عودة المحتجزين لدى حركة "حماس" في غزة.
وخلال الساعات الأخيرة الماضية، تصاعد الحديث في الإعلام العبري، عن تبلور صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"، بينما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صحة تلك التقارير.
والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إنّ المباحثات التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر للتباحث بشأن الهدنة المؤقتة، انتهت، وهناك تقدم بمفاوضات تبادل الأسرى بين تل أبيب و"حماس".
وعن المباحثات ذاتها، أصدر مكتب نتنياهو بياناً لاحقاً، قال فيه إن "الاجتماع كان بنّاء، ولكن لا تزال هناك فجوات كبيرة، سيواصل الطرفان مناقشتها هذا الأسبوع في اجتماعات متبادلة إضافية".
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، توصلت "حماس" وإسرائيل إلى هدنة استمرت لمدأسبوع حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وتقدر إسرائيل وجود نحو 136 أسيراً في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الاسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الإثنين 26 ألفاً و637 شهيداً و65 ألفاً و387 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.