وثق فريق قناة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير نشره يوم الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024 اللحظات التي قامت فيها إسرائيل بتقييد أيدي وأعين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم بالقرب من حدود قطاع غزة، وجعلتهم يجلسون على الأرض حفاة الأقدام في الطقس البارد لمدة دقائق.
الصور التي التقطتها شبكة "سي إن إن" بالقرب من حدود غزة صباح يوم 27 يناير/كانون الثاني 2024 كشفت سوء معاملة إسرائيل للمعتقلين الفلسطينيين. وتُظهر اللقطات أكثر من 20 فلسطينياً يرتدون ملابس بيضاء، ويُجبرون على الركوع على الأرض من قِبل الجنود الإسرائيليين، وأيديهم وأعينهم مقيدة.
إسرائيل تعتقل فلسطينيين في ظروف صعبة
تعليقاً على سوء المعاملة، قال مراسل القناة جيريمي دايموند: "صباح يوم السبت رأينا بالقرب من حدود غزة أكثر من 20 رجلاً راكعين على الأرض في طقس بارد وممطر وبجوارهم جنود إسرائيليون".
وأضاف: "علمت أن هؤلاء الأشخاص كانوا فلسطينيين اعتقلتهم إسرائيل في غزة وأحضرتهم إلى إسرائيل للاستجواب. وكان هؤلاء الأشخاص معصوبي الأعين وحفاة الأقدام".
وأردف: "كانت أيديهم مكبلة خلف ظهورهم وكانوا يرتدون ملابس بيضاء، وعندما كنا نلتقط هذه الصور، كانت درجة الحرارة منخفضة وكانت السماء تمطر بشدة".
يذكر أنه في يوم 1 يناير/كانون الثاني 2024، أورد موقع "ميكوميت" الإسرائيلي شهادات لمعتقلين فلسطينيين من غزة، قالت إنهم ظهروا في صور الاعتقال ببيت لاهيا، ثم أفرجت عنهم سلطات الاحتلال بعد اعتقالهم من داخل غزة، وتحدثوا عن انتهاكات جسيمة تعرضوا لها.
ينقل الموقع عن المعتقلين السابقين قولهم: "ووفقاً لشهادات عديدة، فهذه الممارسات تشمل تقييد الأفراد لساعات، وضربهم في جميع أنحاء أجسادهم، وإطفاء السجائر في الرقبة والظهر، وتعصيب أعينهم وتغطيتها معظم اليوم. وبحسب الشهادات؛ يتبول الجنود على المعتقلين، ويصعقونهم بالكهرباء، ويحرقون جلودهم بالولاعات، ويبصقون في أفواههم، ويحرمونهم النوم والطعام ودخول الحمام، إلى أن يتبولوا أو يقضوا حاجتهم على أنفسهم".
يضيف الموقع في نقله لشهادات المعتقلين: "أثناء إقامتهم هناك، كان المعتقلون يسمعون باستمرار إقلاع وهبوط الطائرات؛ لذلك من الممكن أن تكون هذه قاعدة سديه تيمان بالقرب من المدرج، حيث يتم احتجاز العديد من المعتقلين الذين يتم إحضارهم إلى إسرائيل من غزة".
وتثير شهادات المعتقلين الفلسطينيين، وتقارير وسائل الإعلام عن سوء معاملة المعتقلين الفلسطينيين، مخاوف وانتقادات من منظمات حقوقية؛ إذ دعت منظمة العفو الدولية، يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى التحقيق بشكل عاجل في المعاملة اللاإنسانية والإخفاء القسري لمحتجزين فلسطينيين من غزة.
تعذيب وتنكيل ووفيات في المعتقل
في المقابل أكدت صحيفة "هآرتس" أن المعتقلين الفلسطينيين في "سديه تيمان"، وعدداً من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتُقلوا من غزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، لقوا حتفهم في معسكر الاعتقال، بسبب الظروف القاسية للاحتجاز، وأضافت أن مئات الفلسطينيين يقبعون في "سديه تيمان".
حيث يُحتجَز الأسرى الرجال بالبداية من قطاع غزة في "سديه تيمان"، بينما تُحتجَز النساء في قاعدة "عناتوت"، وتؤكد الصحيفة أن هؤلاء الأسرى يقضون معظم ساعات النهار وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي، كما تبقى الأنوار مضاءة طوال الليل في أماكن احتجازهم.
تتراوح أعمار المعتقلين بين قاصرين ومسنّين، والأغلال التي يُقيدون بها تسمح لهم بحركة محدودة وتناول الطعام، كذلك ووفقاً للصحيفة، ينام المعتقلون في قاعدة "سديه تيمان" على مراتب رقيقة على الأرض في ثلاثة تجمعات احتجاز، ويتسع كل مجمع لنحو 200 معتقل.
واعترف جيش الاحتلال، في وقت سابق، بأنه اعتقل المئات من غزة، وكانت صور قد انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، وأثارت صدمة في العالم، قد أظهرت تجريد معتقلين من ملابسهم في مشروع بيت لاهيا، وحدد "عربي بوست" موقع اعتقالهم، وتبين أن قوات الاحتلال اقتادتهم من مركز إيواء "خليفة بن زايد".
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الإثنين 26 ألفاً و637 شهيداً و65 ألفاً و387 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.