قال الكاتب الإسرائيلي نير حسون، في مقالة له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، إن مؤتمر "النصر" الذي عُقد في تل أبيب، الأحد، لترويج إعادة الاستيطان في قطاع غزة وشمال الضفة تحول لدعوات إلى ترحيل سكان غزة.
وقال حسون، في مقالته، إن عشرات العائلات الإسرائيلية سجلت في كل البؤر الاستيطانية الست المقترحة خلال المؤتمر، والتي من بينها إعادة "المدينة العبرية غزة، كمدينة تكنولوجيا خضراء مفتوحة أمام الجميع وتوحد كل أجزاء المجتمع الإسرائيلي"، حسبما كتب في الإعلان.
كذلك فقد أشار الكاتب إلى أن رئيس المجلس الإقليمي "شومرون" بشمال الضفة الغربية، يوسي دغان، أراد إثارة انفعال الجمهور عندما قال: "كرروا ورائي: اتفاق أوسلو مات وشعب إسرائيل حي"، صرخ من فوق المنصة. الجمهور كرر هذا الشعار المثير للانفعال ثلاث مرات.
وأوضح الكاتب أن من بين المشاركين في المؤتمر وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحاكم، من بينهم وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، وأوريت ستروك عضو الكنيست عن حزب (الصهيونية الدينية)، وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وعميحاي إلياهو من حزب (القوة اليهودية)، وحاييم كاتس وعميحاي شكلي وشلومو قرعي من حزب (الليكود).
وسلط الكاتب، الضوء على تصريحات سموتريتش، حيث قال: ""هناك شيء ما في الصحة الطبيعية التي توجد هنا، في هذه القوة، في هذه الفرحة وفي التمسك بأرض إسرائيل، التي توجد لها إمكانية كامنة كي تعطي قوة عظيمة".
ووفقاً للمقال فقد استقبل المشاركون بن غفير "كنجم الروك. بعد أن رقص بحماسة مع الجمهور صعد الى المنصة على صوت الصراخ والتصفير والشعارات مثل (الموت للمخربين)".
وقد قال في هذا اللقاء: "الآن أصبحوا يدركون أن الهرب يجلب الحرب. وإذا أردنا ألا يكون لدينا 7 أكتوبر (تشرين الأول) آخر فيجب العودة والسيطرة على المنطقة، وكذلك طرح منطق أخلاقي توراتي وتشجيع الهجرة ووضع قانون لإعدام المخربين، إعدام نخبة تلو نخبة، ومخرب تلو مخرب".
بعد ذلك توجه لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقال: "لقد حان الوقت للعودة إلى البيت، العودة إلى أرض إسرائيل، وتشجيع الهجرة وفرض قانون الموت للمخربين".
"أنا أريد"
الكاتب قال إن الإجابات عن أسئلة مستقبلية لمليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، كان يمكن إيجادها في الكراسة التي وزعها منظمو اللقاء.
إذ كتب المحامي أفيعاد فيسيلو في الكراسة أن "نكبة 2، أي الطرد الجماعي للعرب من غزة، يوجد لها مبرر كامل في قوانين الحرب".
أما الحاخام عوزي شارباف، الأب الروحي لحركة الاستيطان في غزة، فشرح في الكراسة أن وصية وراثة أرض إسرائيل تعني "احتلال أرض إسرائيل حسب الحدود التي قيلت لأبينا إبراهيم، وأيضاً تدمير وطرد كل من يعارض حكم شعب إسرائيل في أرض إسرائيل، بالضبط كما فعل يوشع بن نون".
بينما أوضح أحد الوزراء أن "الطريقة الوحيدة الحقيقية لجباية ثمن باهظ من نازيي حماس وضمان الأمن، هي الهجرة الطوعية".
وحسب قوله، فإن الهجرة الطوعية عرفها كما يلي: "حتى لو حولت الحرب وضع الهجرة الطوعية إلى وضع يتم فرضه إلى درجة القول: أنا أريد".
"الاستيطان والترحيل"
وأكد الكاتب في المقال، أنه في حين أن الشعار الذي رفع في اللقاء هو "الاستيطان"، فإن ما كان يقف في أساسه هو الترحيل، الأمر الذي قيل بصراحة من فوق المنصة، بعدة أشكال.
إذ قالت دانييلا فايس، وهي من منظمي اللقاء، ولم تترك أي مجال للشك فيما يتعلق بحلمها بهذا الأمر: "هناك احتمالان يوجدان على الأجندة، إما أن تصبح غزة يهودية ومزدهرة وإما أن تعود لتكون عربية وقاتلة".
وقالت: "الملايين من لاجئي الحرب يتنقلون من دولة إلى دولة في كل العالم. هل فقط هؤلاء الوحوش يجب أن يكونوا مرتبطين بأرضهم؟ هل بالذات هم يجب أن يبقوا في المنطقة نفسها التي جعلوها جهنم؟ 7 أكتوبر/تشرين الأول غيَّر التاريخ، غزة، البوابة الجنوبية ستفتح على مصراعيها والغزيون سينتقلون إلى كل أرجاء العالم وشعب إسرائيل سيستوطن في غزة".