شهدت العديد من المدن الأوروبية، السبت 28 يناير/كانون الثاني 2024، عدداً كبيراً من المظاهرات والمسيرات تنديداً باستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبة بوقف "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين، وذلك في الوقت الذي تجاوزت فيه حصيلة الشهداء 26 ألفاً، أغلبهم من الأطفال والنساء.
ففي مدينة مارسيليا الفرنسية، التي تعرف تواجداً كبيراً للجالية العربية المقيمة في فرنسا، خرج الآلاف في تظاهرة حاشدة جابت أبرز شوارع المدينة، في مشهد بات يتكرر بشكل أسبوعي في المدينة الجنوبية.
ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية، ووضع المئات منهم الكوفية، تعبيراً عن تضامنهم مع فلسطين، كما رفعوا شعارات منددة بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المستمرة في القطاع، ومطالبة بمحاسبتها.
وفي العاصمة الألمانية برلين، خرج المئات في مسيرة جديدة للتضامن مع فلسطين وسكان غزة، تندد باستمرار جرائم "الإبادة الجماعية" في القطاع.
الأمر نفسه في مدينتي ميلانو وروما الإيطاليتين، اللتين شهدتا أيضاً مظاهرات حاشدة اجتمعت في أشهر شوارع وساحات المدينتين.
وأدان المتظاهرون ما تقترفه إسرائيل من جرائم في القطاع، ورفعوا شعارات مطالبة المجتمع الدولي بمواقف حازمة من أجل وقف إطلاق النار.
والسبت 27 يناير/كانون الثاني، شهدت مدن باريس وبرلين وأمستردام ولندن وستوكهولم، وغيرها من المدن الأوروبية، مظاهرات حاشدة جاءت في أعقاب قرار محكمة العدل الدولية الأخير، واستجابة لدعوات فعاليات ناشطة في مجال حقوق الإنسان.
بالعاصمة السويدية ستوكهولم، شارك نحو 15 ألف شخص في مظاهرة للتضامن مع فلسطين أمام مقر وزارة الخارجية.
وتجمَّع المتظاهرون في منطقة أودينبلان بستوكهولم وساروا باتجاه مقر وزارة الخارجية السويدية مطالبين بوقف جرائم الجرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
ورفع المشاركون في الفعالية لافتات تندد بقتل الأطفال في غزة وأخرى تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
كما رددوا هتافات تطالب بالحرية لفلسطين ومقاطعة إسرائيل، معربين عن استنكارهم لمواقف الولايات المتحدة والسويد في هذا الصدد.
والجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، أمرت محكمة العدل الدولية، إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، لكن القرار لم يتضمَّن نص "وقف إطلاق النار".
وفيما لاقى قرار المحكمة الدولية ترحيباً دولياً وإقليمياً، بما في ذلك من حماس، حذرت حركة الجهاد الإسلامي من استغلال إسرائيل عدم صدور قرار بوقف إطلاق فوري للنار في غزة من المحكمة، ما يتيح لها "التصرف كما تشاء".
وعقدت محكمة العدل الدولية في لاهاي في 11 و12 يناير/كانون الثاني الجاري، جلستي استماع علنيتين، في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
على المستوى العربي، نظم العشرات من نشطاء المجتمع المدني في تونس، الأحد، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة تونس، تنديدا بما اعتبروه "استمرار واشنطن في دعم العدوان الإسرائيلي على غزة، ومشاركتها فيه".
فقد نظمت هذه الوقفة الشبكة التونسيّة للتصدي لمنظومة التطبيع (مستقلة)، أمام سفارة أمريكا بتونس، "تنديدا بالدور الأمريكي في معاضدة العدوان الإسرائيلي على غزة".
كما رفع المحتجون خلال الوقفة، لافتات تطالب بدعم "المقاومة الفلسطينية"، وأخرى تدعو إلى غلق سفارة واشنطن في بلادهم، من قبيل "دعم المقاومة واجب كل عربي ومسلم"، و"فلسطين حرة حرة"، و"لا سفارة أمريكية على الأراضي التونسية".
وتشهد العديد من المدن التونسية، بينها العاصمة، بوتيرة مستمرة، وقفات تضامنية مع قطاع غزة، يطالب فيها المشاركون بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ 2006، وإدخال المساعدات.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الأحد 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.