مالي وبوركينا فاسو والنيجر تقرر الانسحاب من “إيكواس”.. اعتبرت المجموعة الاقتصادية “تشكل تهديداً لها”

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/28 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/28 الساعة 15:32 بتوقيت غرينتش
عبد الفتّاح موسى، مفوّض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إيكواس" - رويترز

قررت مالي وبوركينا فاسو والنيجر، الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)،  معتبرة في بيان مشترك أن المجموعة الاقتصادية "تشكل تهديداً لها".

وأفاد البيان بأن الدول الثلاثة ستنسحب من "إيكواس"، المكونة من 15 عضواً "في أقرب وقت ممكن"، مضيفاً أن "إيكواس"، المتهمة "بالخضوع لتأثير قوى أجنبية" و"خيانة مبادئها"، تشكل "تهديداً" للدول الثلاثة، الخاضعة لحكم مجالس عسكرية.

البيان أوضح أن "إيكواس" لم تساعد البلدان الثلاثة في حربها ضد الإرهاب، مشيراً إلى أنه "عندما أرادت البلدان المعنية اتخاذ خطوات بشأن مكافحة الإرهاب، تعرضت لعقوبات لا يمكن تصورها، وغير قانونية".

بدوره، قال الكولونيل أمادو عبد الرحمن، المتحدث باسم المجلس العسكري بالنيجر في البيان "بعد 49 عاماً ترى شعوب بوركينا فاسو ومالي والنيجر الباسلة بكل أسف وخيبة أمل كبيرة أن منظمة إيكواس حادت عن المثُل العليا لآبائها المؤسسين وروح الوحدة الأفريقية".

 إيكواس تجتمع من أجل أزمة الحكم في النيجر/الأناضول<br>
 إيكواس تجتمع من أجل أزمة الحكم في النيجر/الأناضول

يُذكر أن الدول الثلاثة، وقّعت في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، "ميثاق ليبتاكو-غورما"، المؤسس لتحالف دول الساحل الثلاثة، والذي يهدف إلى إنشاء "هيكلية للدفاع المشترك، والمساعدة (الاقتصادية) المتبادلة".

وينص هذا التحالف على أن الهجوم على إحدى الدول الموقعة سيعتبر بمثابة هجوم على جميع الدول الأخرى، ويمكن لجميع الأطراف الرد بشكل فردي أو جماعي، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة.

وتحاول "إيكواس" وقف موجة الانقلابات والضغط من أجل عودة المدنيين إلى السلطة في أسرع وقت، وفرضت عقوبات شديدة على مالي والنيجر، وذهبت إلى حد التهديد باستخدام القوة إزاء الانقلابيين النيجريين، وعلقت مشاركة الدول الثلاث في مؤسساتها.

انعدام الأمن

وتواجه الدول الثلاث انعداماً للأمن وعنفاً ترتكبه جماعات متطرفة وأوضاعاً اجتماعية متردية، وتوترت علاقاتها مع "إكواس" منذ أن استولى الجيش على السلطة في مالي عام 2020، وفي بوركينا فاسو عام 2022، وفي النيجر عام 2023.

فيما تحاول "إكواس" وقف موجة الانقلابات والضغط من أجل عودة المدنيين إلى السلطة في أسرع وقت، وفرضت عقوبات شديدة على مالي والنيجر، وذهبت إلى حد التهديد باستخدام القوة إزاء الانقلابين النيجريين، وعلقت مشاركة الدول الثلاث في مؤسساتها.

و"إكواس" أُسست عام 1975 بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية بين أعضائها الـ15، وتدخلت منذ إنشائها في عدد من صراعات القارة الأفريقية.

اجتماع لزعماء دول المنظمة الاقتصادية في غرب إفريقيا إيكواس، Getty
اجتماع لزعماء دول المنظمة الاقتصادية في غرب إفريقيا إيكواس، Getty

إكواس

وتضم "إكواس"، ومقرها العاصمة النيجيرية أبوجا، كلاً من: بنين، وبوركينا فاسو، وغينيا، وساحل العاج، ومالي، والنيجر، والسنغال، وتوغو، وجميعها تتحدث الفرنسية، إلى جانب غامبيا، الناطقة بالإنجليزية، وغانا، وليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، وعضوين ناطقين بالبرتغالية، وهما الرأس الأخضر وغينيا بيساو.

كما كانت موريتانيا البلد العربي الوحيد في المجموعة، غير أنها انسحبت منها عام 2001.

فيما تهيمن نيجيريا على "إكواس" سياسياً واقتصادياً، وهي تمثل نصف أراضي الكتلة، و60% من ناتجها المحلي الإجمالي، وفق "بي بي سي" العربية. والرئيس النيجيري، بولا أحمد تينوبو، هو الرئيس الحالي للمجموعة.

كذلك يبلغ مجموع سكان المجموعة نحو 350 مليون نسمة، حسب إحصاءات 2021، وتبلغ مساحتها الإجمالية 5 ملايين كيلومتر مربع، أي 17% من إجمالي مساحة قارة أفريقيا.

وتهدف "إكواس" إلى إزالة الحواجز الاقتصادية والسياسية واللغوية أمام التجارة بين أعضائها بغية تحقيق التكامل الاقتصادي بينها، وتعزيز التبادل التجاري بين دول المنطقة، وتحقيق الاندماج في مجالات الصناعة والنقل والاتصالات والطاقة والزراعة والمصادر الطبيعية.

تحميل المزيد