أعلنت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، عن انتهاء قمة باريس بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ومصر وقطر حول مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، مشيرة إلى أن "هناك تقدماً في المحادثات"، فيما وصفها رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"البناءة"، على حد تعبيره.
الهيئة نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه، قوله إنّ "قمة باريس بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر حول مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس انتهت، وهناك تقدماً في المحادثات".
كما أشار المصدر إلى أن "القمة تناولت خطة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مراحل، في حين ما زال هناك فجوات في المطالب بين طرفي الصراع (إسرائيل وحماس)".
بحسب المصدر السياسي، فقد "ناقشت الأطراف في المحادثات وقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريباً، مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي، بحيث تعطى الأولوية للأطفال والنساء والمرضى أولاً، فيما تطلق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين".
وقد مثل إسرائيل في قمة باريس رئيساً جهازي الموساد "دافيد برنيع" والشاباك "رونان بار"، بحسب الهيئة الرسمية.
بيان نتنياهو
في بيان له، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن المحادثات التي أجريت بمبادرة من قطر والولايات المتحدة ومصر بهدف إبرام اتفاق بين إسرائيل وحماس للإفراج عن الرهائن كانت "بناءة" لكن لا تزال هناك فجوات كبيرة، على حد زعمه.
وذكر البيان أن القمة عُقدت في أوروبا، وأن الأطراف المشاركة ستواصل المحادثات في اجتماعات إضافية مقررة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
كما جاء في البيان "لا تزال هناك فجوات كبيرة ستواصل الأطراف بحثها هذا الأسبوع في اجتماعات ثنائية إضافية".
تفاصيل عرض الاحتلال
في وقت سابق الأحد، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن مسؤولين إسرائيليين وصلا إلى العاصمة الفرنسية باريس، لبحث اتفاق يقود إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة مقابل "تجميد" القتال وإطلاق أسرى فلسطينيين.
الصحيفة الإسرائيلية قالت إن الاجتماع حضره كل من "رئيس الموساد (المخابرات الإسرائيلية الخارجية) دادي بارنيع، ورئيس الشاباك (المخابرات الداخلية) رونين بار، في باريس، مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل".
بحسب المصدر ذاته، فإن "الاقتراح الإسرائيلي، الذي تم إرساله إلى الوسطاء في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، سيكون مطروحاً على الطاولة، ولأول مرة ستتم مناقشة تفاصيله، في محاولة للخروج بخطوط عريضة متفق عليها لصفقة بين الاحتلال وحماس".
كما قالت الصحيفة: "كجزء من الصفقة (المحتملة) سيتم إطلاق سراح جميع المختطفين المتبقين في الأسر". وأشارت الصحيفة إلى أنه "في المقابل، سيكون على إسرائيل تجميد القتال في غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين متهمين بقتل إسرائيليين".
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن "من بين المختطفين؛ 6 إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية، ومن المتوقع في البداية أن يتم إطلاق سراحهم مع النساء والمسنين والمحتجزين الجرحى".
فيما لم تذكر الصحيفة مدة تعليق القتال التي سيتم التباحث بشأنها، لكن صحيفة "معاريف"، قالت إن الحديث يدور عن تعليقه لشهرين.
وتقول إسرائيل إن 136 محتجزاً لا يزالون لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، بينهم جنود.
عرض مصري جديد
في السياق نفسه، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين مصريين، أنه تم تقديم عرض جديد لإسرائيل وحركة حماس، ينص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أشهر في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.
كما أوضحت الصحيفة أن العرض تم تقديمه من الدول التي تلعب دور الوساطة بين الجانبين.
ثم أضافت الصحيفة أن العرض الجديد يتضمن وقف الهجمات الإسرائيلية لـ6 أسابيع كمرحلة أولى، من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما تضمن العرض في مرحلته الثانية، إطلاق حماس سراح الجنديات الإسرائيليات الأسيرات، ومن ثم الجنود الأسرى، وتسليم جثث القتلى الإسرائيليين في غزة إلى تل أبيب.
بحسب وول ستريت جورنال، فإن العرض الجديد يشمل أيضاً حصول حماس على ضمانات دولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة الأمريكية، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل من شأنه إيقاف الهجمات على غزة بشكل نهائي.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت "حماس" هجوماً على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الأحد 26 ألفاً و422 شهيداً و65 ألفاً و87 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.