أعلنت كندا، السبت 27 يناير/كانون الثاني 2024، تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة الخطوة ذاتها، بزعم أن عدداً من موظفي الوكالة الأممية شاركوا في عملية "طوفان الأقصى"، والتي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وزير التنمية الدولية الكندي، أحمد حسن، أعلن على منصة (إكس)، أن بلاده قررت تعليق تمويلها لوكالة "الأونروا"، وستجري تحقيقاً شاملاً بشأن المزاعم المتعلقة ببعض موظفيها.
بحسب موقع "ناشونال بوست" الكندي، فإن الخطوة تأتي بعد أن طالبت الجماعات اليهودية كندا بأن تحذو حذو الولايات المتحدة في تعليق تمويل الوكالة.
المركز الاستشاري للعلاقات اليهودية والإسرائيلية (CIJA)، قال في بيان: "مثل الولايات المتحدة، يجب على كندا أن توقف على الفور التمويل الإضافي للأونروا، وأن تراجع هذه الادعاءات، والخطوات التي تتخذها الأمم المتحدة لمعالجتها".
وكانت كندا قد علقت تمويلها للأونروا في ظل حكومة رئيس الوزراء السابق، ستيفن هاربر، بسبب مزاعم طويلة الأمد بأن الوكالة "تروج لمعاداة السامية وترتبط بجماعات إرهابية"، لكن رئيس الوزراء الحالي، جاستن ترودو، أعاد التمويل بقيمة 25 مليون دولار أمريكي في عام 2016.
والجمعة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن منزعجة من مزاعم مشاركة 12 موظفاً بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في هجوم حركة حماس، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مضيفاً أن واشنطن علقت مؤقتاً تمويلات مخصصة لـ"الأونروا".
مزاعم باشتراك موظفين في "الأونروا" في "طوفان الأقصى"
كما قال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا: "زوّدت السلطات الإسرائيلية الأونروا بمعلومات عن الضلوع المزعوم لعدد من موظفيها في الهجمات المروعة على إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول".
وتابع "لحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية اتُّخذ قرار بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور، وبدء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير".
ولم يكشف لازاريني عن عدد الموظفين الذين قيل إنهم ضالعون في الهجمات، أو طبيعة ضلوعهم المزعوم، لكنه قال "أي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية" سيخضع للمساءلة، ومنها الملاحقة الجنائية.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية عسكرية سمتها "طوفان الأقصى"، رداً على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وقتلت "حماس" في الهجوم 1200 إسرائيلي، وأصابت 5431، بحسب مصادر إسرائيلية، كما أسرت نحو 239 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بادلت جزءاً منهم خلال هدنة استمرت أسبوعاً، وانتهت في 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعشرات الأسرى الفلسطينيين، في سجون الاحتلال.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة 26 ألفاً و83 شهيداً، و64 ألفاً و487 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.