آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في عدة مدن ضد نتنياهو.. طالبوا برحيله وإجراء الانتخابات بشكل فوري

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/27 الساعة 18:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/27 الساعة 18:26 بتوقيت غرينتش
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو - رويترز

تظاهر آلاف الإسرائيليين، السبت 27 يناير/كانون الثاني 2024، في عدة مدن للمطالبة بإقالة حكومتهم، بالتزامن مع تظاهر أهالي الأسرى المحتجَزين في قطاع غزة أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" (خاصة)، إن "آلاف الإسرائيليين تظاهروا في مدينة حيفا (شمال)، عند تقاطع حوريف ضد الحكومة (الإسرائيلية) للمطالبة بإجراء الانتخابات فوراً".

وأوضحت أن "المسيرة انطلقت من منطقة الكرمل بمدينة حيفا إلى مركز التظاهرة عند تقاطع حوريف". وفي مدينة كفار سابا (شمال)، قرب تل أبيب، تظاهر المئات تحت شعار "الانتخابات الآن"، بحسب الصحيفة.

وطالب المتظاهرون بإقالة نتنياهو وإجراء الانتخابات فوراً، وفق "يديعوت أحرنوت". كما تظاهر المئات في مدينة "رحوبوت" قرب تل أبيب؛ للمطالبة بإقالة الحكومة.

Image

مطالبة نتنياهو بالاستقالة 

يواجه نتنياهو انتقادات متكررة من الشارع الإسرائيلي وعدد من السياسيين، حتى المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وعدم التوصل لأي مسار يضمن عودتهم أحياء إلى إسرائيل.

وفي سياق آخر، تظاهر العشرات من أهالي الأسرى المحتجَزين في قطاع غزة، أمام منزل نتنياهو في مدينة قيسارية (شمال) للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أنه و"للأسبوع الثاني على التوالي، يتظاهر أهالي الأسرى بغزة، أمام منزل نتنياهو في مدينة قيسارية".

ويقدر مسؤولون إسرائيليون وجود حوالي "136 رهينة ما زالوا محتجَزين في قطاع غزة"، منذ شن "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجوماً على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف القطاع.

وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها (حماس)، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نحو 239 شخصاً على الأقل في بلدات ومدن غلاف غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.

في المقابل، ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة سراح 240 أسيراً فلسطينياً من سجونها، بينهم 71 أسيرة و169 طفلاً.

تفاقم أوضاع غزة

يأتي ذلك في الوقت الذي يحمل النازحون بخان يونس أطفالهم والقليل من أمتعتهم التي لم تنجُ من الغرق، تحت الأمطار الشديدة، وتوجهوا إلى أقصى غرب المدينة، ونحو مدينة رفح (أقصى جنوب القطاع)، بحثاً عن الملاذ الآمن.

هذه المناطق ليست آمنة بالمطلق، وإن انخفضت فيها حدة الهجمات والعمليات العسكرية، إلا أن القصف ما زال يطالها بقوة، حيث قُتل وأُصيب عدد من الفلسطينيين في وقت سابق السبت، جراء قصف جوي استهدف منزلاً شرق مدينة رفح.

فيما شنت المقاتلات الحربية والآليات المدفعية الإسرائيلية غارات عنيفة على مناطق مختلفة من القطاع، كان آخرها تفجير منازل في منطقة "بطن السمين"، غرب خان يونس وعدة استهدافات في مخيم المغازي وسط القطاع.

ويتخلل الاشتباكات التي يتركز ثقلها بمدينة خان يونس، تنفيذ الفصائل المسلحة وأبرزها كتائب "القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، و"سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، عمليات استهداف لآليات وتجمعات للجنود الإسرائيليين، كما قالتا في بيانات منفصلة صدرت عنهما ووصلت الأناضول.

إسرائيل تحاصر مجمع ناصر الطبي

في حين يتواصل الحصار الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي ومستشفى "الأمل" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومقرها بمدينة خان يونس، لليوم السادس على التوالي.

تأتي هذه التطورات، وسط تعليق 6 دول تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بشكل مؤقت، كما قالوا في بيانات منفصلة، في ظل أزمة مالية كانت تواجهها الوكالة قبل هذا القرار، الأمر الذي يثير تخوفات حول دعم الوكالة المستقبلي للاجئين وموظفيها في القطاع في ظل استمرار الحرب وسياسة التجويع.

في سياق متصل، فاقم المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع لليوم الثاني، من معاناة مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في مراكز الإيواء والخيام.

فقد أغرقت مياه الأمطار أماكن مبيت النازحين وبللت فرشهم وأغطيتهم التي لا يملكون غيرها، فيما لم ينجوا وأطفالهم من البرد القارس المصاحب لهذا المنخفض.

ومن مدينة خان يونس، تتواصل رحلة النزوح إلى مناطق أقل حدة من حيث القصف والعمليات البرية، حيث جدد الجيش الإسرائيلي دعوته للسكان هناك لإخلاء مناطق القتال عبر ممرات قال إنها "آمنة".

هذه الممرات وضع فيها الجيش حواجز لفرض إجراءات أمنية على المواطنين والتي تتيح له عملية اعتقال أعداد منهم.

من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصاره واستهدافه لمستشفى الأمل التابع لها ومقرها في مدينة خان يونس، وذلك لليوم السادس على التوالي.

وأضافت في بيان إدانة، أن الجيش يواصل قصفه لمحيط المستشفى وإطلاق النار أيضاً، ما يهدد سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى ونحو 7 آلاف نازح لجأوا إليه طلباً للأمان وهرباً من القصف.

وطالبت الجمعية المجتمع الدولي بـ"توفير الحماية لمقرها وطواقمها الطبية والإسعافية". وفي بيان آخر، قالت الجمعية إن "نازحاً فلسطينياً استُشهد بنيران قوات الاحتلال في ساحة مستشفى الأمل".

وأفادت مصادر محلية، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زال يحاصر مجمع ناصر الطبي ويستهدف محيطه بالقصف. والجمعة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، إن "الحصار الإسرائيلي لمجمع ناصر يستمر لليوم الخامس".

وأضافت: "نفاد تام للطعام وأدوية التخدير والمسكنات في المجتمع نتيجة الحصار، حيث يوجد بداخله 150 من الكادر الطبي، و350 مريضاً، ومئات الأسر النازحة في ظروف كارثية من الاستهداف والتجويع".

وأشارت إلى أن  جيش الاحتلال الإسرائيلي "يتعمّد شل قدرات مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخان يونس، من خلال الحصار والاستهداف ومنع حركة الإسعاف".

قصف إسرائيلي لغزة

مع ذلك، يتواصل القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي لمناطق مختلفة من قطاع غزة، كان آخرها استهداف للمناطق الجنوبية الغربية لخان يونس، وقصف عنيف شرق مخيم المغازي (وسط).

وتخلل ذلك تواصل اندلاع الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش تركز ثقلها بخان يونس، فضلاً عن اشتعال معارك في منطقة شمال غرب قطاع غزة، وشرق المغازي.

وبخان يونس، قالت كتائب "القسام" في بيان، إن مقاتليها استهدفوا "ناقلة جند صهيونية بقذيفة الياسين 105 في حي الأمل غرب المدينة". وأوضحت في بيان آخر أن مقاتليها "استهدفوا دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة الياسين 105 بالمدينة".

بدورها، قالت "سرايا القدس"، إنها "تخوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو الصهيوني بالأسلحة الرشاشة والقذائف غرب وجنوب المدينة". وذكرت في بيان ثانٍ، أن "مقاتليها استهدفوا "دبابة ميركافا وناقلة جند صهيونيتين بقذائف آر بي جي غرب المدينة".

وفي مخيم المغازي، قالت "سرايا القدس" إنها قصفت "بقذائف الهاون حشود العدو في محيط موقع أبو صفية العسكري شرق المخيم".

وأشارت في بيان آخر إلى أنها قصفت مستوطنات غلاف قطاع غزة برشقات صاروخية. ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي تعقيب فوري حول هذه البيانات.

تأتي هذه التطورات، وسط تعليق 6 دول وازنة، تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بشكل مؤقت كما قالوا في بيانات منفصلة، في ظل أزمة مالية كانت تواجهها الوكالة قبل هذا القرار، الأمر الذي يثير تخوفات حول دعم الوكالة المستقبلي للاجئين وموظفيها في القطاع في ظل استمرار الحرب وسياسة التجويع.

هذا القرار من شأنه أن يفاقم من الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، الذين يعانون من ظروف معيشية وصحية قاسية. وتشرف "أونروا"، على مراكز إيواء تضم وفق بيانات منفصلة صدرت عنها نحو "مليون نازح".

جدير بالذكر إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى السبت 26 ألفاً و257 شهيداً، و64 ألفاً و797 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

تحميل المزيد