أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 26 ألفاً و83 قتيلاً و64 ألفاً و487 مصاباً.
جاء ذلك في بيان نشرته الوزارة عبر حسابها على منصة "تليغرام"، بحلول اليوم 112 للحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.
وقال البيان إن الوزارة رصدت "ارتكاب الاحتلال 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 183 شهيداً و377 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية".
أضاف أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
الوضع "كارثي"
وأمس الخميس، قال متحدث منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن الوضع "كارثي" وإن الجوع يفتك بالناس في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، وإن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض، وذلك خلال لقاء له مع وكالة "الأناضول" التركية.
وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة بدمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة ونقص حاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وأوضح ليندماير أن الوضع في غزة "كارثي" وأن غالبية السكان يواجهون الجوع وسوء التغذية، وبالتالي فهم معرضون بسهولة لجميع الأمراض.
أضاف أن المرضى في المستشفيات وغرف العمليات يستجدون الماء والطعام، وأن هناك أشخاصاً في مراكز الإيواء لا يعرفون كيف يمضون يومهم بسبب غياب الغذاء.
وشدد على أن البيئة في غزة "غير صحية"، لافتاً إلى أن مياه الصرف الصحي يتم تصريفها في الشوارع؛ مما يعرّض الناس المحصورين في مساحات ضيقة لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
نحو نصف الضحايا من الأطفال
المسؤول بالمنظمة أكد أن الناس في غزة يعيشون "كارثة"، وأنهم معرضون للموت من الجوع وسوء التغذية والعطش، أو من الرصاص والإصابات وانهيار المباني فوق رؤوسهم.
وذكر أن أكثر من 25 ألف شخص فقدوا أرواحهم في غزة، ونصفهم تقريباً من الأطفال، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة من ضحايا الحرب كانوا من الأطفال.
وأوضح أن الأطفال في الواقع هم الأكثر عرضةً للخطر في مثل هذه الحالات، وعندما يتضورون جوعاً ويعانون من سوء التغذية فإنهم يصابون بسهولة بجميع الأمراض، وخاصة الإسهال.
وأضاف: "يمكن أن يسبّب الإسهال لدى الأطفال ضعيفي البنية والذين يعانون من سوء التغذية الوفاة خلال يوم واحد"، لافتاً إلى أنه "يكاد يكون هذا بمثابة حكم بالإعدام بالنسبة للعديد من الأطفال"، وشدد على أن هذه الكارثة في غزة تؤثر على الأطفال أكثر من غيرهم.
14 مستشفى من أصل 36 تقدم خدمات جزئية
وبيّن ليندماير أن النظام الصحي في قطاع غزة كان جيداً للغاية قبل الحرب الإسرائيلية، وأن الوضع تغير تماماً الآن، وأضاف أن 7 مستشفيات في شمال وجنوب القطاع تواصل العمل "بشكل جزئي"، وهذا يعني أن 14 مستشفى فقط تعمل بالقطاع.
وأشار إلى أن عدد المستشفيات في غزة يبلغ 36 مستشفى، وأن 22 منها لا تستطيع تقديم الخدمات. وذكر أن احتياجات السكان بلغت أعلى مستوياتها، ومع وجود المجاعة والمرض والحرب فإن المنطقة تكون في وضع كارثي.
وأوضح أن مستشفيات غزة امتلأت بنسبة تزيد عن 300% من طاقتها، والناس ملقون على الأرض يتألمون وينزفون، والعمليات الجراحية تجرى في الممرات.
وأكد المتحدث المنظمة الأممية أنه حتى لو توقفت الحرب اليوم، فإن آثارها ستستمر لفترة طويلة، وسيكون لها تأثير نفسي كبير، وأضاف أن الهجمات في غزة استهدفت 2.4 مليون شخص، وأن هذا الوضع ترك وراءه جيلاً مصدوماً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت كارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.