قال المجلس العسكري الحاكم في مالي، الخميس 25 يناير/كانون الثاني 2024، إنه أنهى "اتفاق الجزائر للسلام" لعام 2015 مع الانفصاليين بأثر فوري، واتهم البلد المغاربي بـ"أعمال عدائية وبالتدخل في شؤون البلاد الداخلية"، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
إذ قال متحدث باسم المجلس العسكري في بيان تلاه عبر التلفزيون الرسمي، إن المجلس العسكري أنهى اتفاق الجزائر للسلام مع المتمردين الانفصاليين الطوارق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في عام 2015، متهماً الجزائر بأعمال عدائية والتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
يأتي قرار المجلس العسكري الحاكم في مالي، بعد أيام من نفي الجزائر، في بيان رسمي ما وصفته بادعاءات "لا أساس لها من الصحة" حول تقديمها مبادرة بشأن مالي خلال قمة عدم الانحياز بكامبالا.
جاء في البيان الذي صدر السبت 20 يناير/كانون الثاني: "نقل موقع على شبكة الإنترنت يزعم أنه تابع لتحالف دول الساحل، ادعاءات لا أساس لها من الصحة تفيد كذباً بأن الجزائر قدمت مبادرة بشأن مالي خلال قمة بلدان عدم الانحياز المنعقدة بكامبالا".
بحسب البيان الجزائري، فإنها قامت بإدراج أحكام في الوثيقة الختامية للقمة تتعلق باتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر.
كما أضاف: "الوفد الجزائري ينفي رسمياً قيامه بمثل هذه المبادرة. علماً بأن كل ما تتضمنه وثيقة كامبالا الختامية حول الأزمة المالية تم تبنيه منذ اجتماع باكو الوزاري لحركة عدم الانحياز. وهذا النص صادر عن حركة عدم الانحياز تحديداً ولم تتدخل الجزائر مطلقاً في صياغته".
قبل أيام من نهاية العام 2023، شهدت العلاقات بين الجزائر وجارتها الجنوبية مالي "هزة" غير مسبوقة، عقب استقبال الجزائر ممثلين عن حركات الطوارق المناوئين للسلطات في باماكو، وذلك في إطار مهمتها كوسيط بين الجانبين.
وظلت العلاقات بين الجزائر ومالي توصف بـ"الجيدة" وتتسم بـ"حسن الجوار"، من قبل مسؤولي البلدين منذ عقود، حتى إن هناك من السياسيين في باماكو من يصفها بالشقيقة الكبرى، كما كانت ترجمة ذلك في الواقع من خلال زيارات متبادلة على أعلى مستوى ومساعدات جزائرية متنوعة لجارتها الجنوبية، فضلاً عن لعبها دور وساطة عدة مرات بين سلطات باماكو وطوارق الشمال.
شرارة الأزمة الدبلوماسية بين البلدين اندلعت في 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما استدعت مالي سفير الجزائر لديها للتشاور، احتجاجاً على ما اعتبرته تدخلاً في الشأن الداخلي المالي، وما كان من الجزائر إلا أن ردّت بالمثل في غضون ساعات، في تطور لم يسبق أن بلغته العلاقات بين الدولتين منذ استقلالهما.