قالت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، إن قرار محكمة العدل الدولية بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس يتسق مع رؤية واشنطن بأن إسرائيل لها الحق في اتخاذ إجراء وفقاً للقانون الدولي لضمان عدم تكرار هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "لا نزال نؤمن بأن مزاعم الإبادة الجماعية بلا أساس، ونلاحظ أن المحكمة لم تخلص إلى نتيجة حول الإبادة الجماعية، أو تدعُ إلى وقف إطلاق النار في حكمها، وأنها دعت إلى الإفراج غير المشروط والفوري لجميع الرهائن الذين تحتجزهم (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية) حماس".
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل، الجمعة، بمنع أعمال الإبادة الجماعية للفلسطينيين وبذل المزيد لمساعدة المدنيين، رغم أنها لم تصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار.
نتنياهو يعلق على قرار "العدل الدولية"
في سياق موازٍ، رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقرار المحكمة الدولية الصادر الجمعة، والذي لم يأمر بوقف إطلاق النار في الحرب بغزة، لكن نتنياهو رفض الاتهام بارتكاب إبادة جماعية، ووصفه بأنه "شائن"، وقال إن بلاده ستواصل الدفاع عن نفسها.
وأمرت المحكمة الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية في حربها ضد مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، لكنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى وقف إطلاق النار على الفور.
وتقول إسرائيل إنها تسعى لحماية مواطنيها في غزة، وتتهم حماس باستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية، وهو اتهام تنفيه الحركة. وتقول إسرائيل إن لها الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي أدى إلى مقتل 1200 شخص، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
ورداً على الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، قال نتنياهو إن التزام إسرائيل بالقانون الدولي "لا يتزعزع".
لكنه أضاف في بيان: "مثل كل دولة، لإسرائيل حق أصيل في الدفاع عن نفسها… المحكمة الدولية في لاهاي محقة في رفضها الطلب الشائن بحرماننا من هذا الحق".
نتنياهو يصف قرار "العدل الدولية" بـ"الشائن"
كان نتنياهو يشير فيما يبدو إلى حقيقة أن محكمة العدل الدولية لم تأمر بوقف إطلاق النار على الفور في قطاع غزة الذي تديره حماس.
واستدرك: "لكن مجرد الادعاء بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين ليس زائفاً فحسب، بل هو شائن، ومجرد استعداد المحكمة لمناقشة هذا، عار لن يمحى لأجيال".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن إسرائيل لا تحتاج إلى محاضرات في الأخلاق. وفي الأيام التي تلت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، قال غالانت إن إسرائيل ستفرض حصاراً شاملاً على غزة في إطار معركة ضد "الحيوانات البشرية".
وأضاف في بيان، إن "محكمة العدل الدولية في لاهاي ذهبت بعيداً وتجاوزت الحدود حين وافقت على طلب جنوب أفريقيا المعادي للسامية لمناقشة مزاعم الإبادة الجماعية في غزة، وهي الآن ترفض رفض الدعوى برمتها".
وفي وقت سابقٍ الجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية، إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، لكن القرار لم يتضمن نص "وقف إطلاق النار".
وصدر القرار خلال جلسة عقدتها محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي الهولندية للبت في طلب جنوب أفريقيا اتخاذ تدابير احترازية في دعوى "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الجمعة "26 ألفاً و83 شهيداً، و64 ألفاً و487 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.