أصدرت وزارة الداخلية المغربية قراراً يقضي بترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب في مدينة الدار البيضاء، والتي تُعد أكبر مدينة في المغرب، والعاصمة الاقتصادية للبلاد.
جاء هذا القرار بعد موجة الجفاف التي تضرب البلاد للسنة السادسة على التوالي، ما أدى إلى تراجع نسبة ملء السدود، نتيجة تسجيل عجز في التساقطات بلغت نسبته 70% مقارنة مع المعدل.
تفاصيل قرار ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب في مدينة الدار البيضاء
ومنع قرار ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب في مدينة الدار البيضاء الذي وقَّعه والي جهة الدار البيضاء، محمد مهيدية، نشاط محلات غسل السيارات والمركبات خلال أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، بالإضافة إلى منع استعمال الماء الصالح للشرب في هذا النشاط.
ومنع القرار الذي يهدف إلى تطبيق قيود على تدفق الماء في شبكة التوزيع، نشاط الحمامات خلال أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، والعمل على اعتماد تقنيات غير مستهلكة للماء.
وجاء في القرار أن والي جهة الدار البيضاء ينتع غسل الشوارع والساحات والأزقة وباقي الفضاءات العمومية بالماء، بالإضافة إلى منع غرس العشب الأخضر، سواء من طرف الإدارات أو الخواص.
وجاء في قرار ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب في مدينة الدار البيضاء: "يمنع سقي المناطق الخضراء والملاعب بالماء الصالح للشرب ومياه الآبار، ويمنع ملء المسابح العمومية والخصوصية إلا مرة واحدة في السنة، مع تجهيزها بآليات ضرورية لتدوير المياه".
ست سنوات من الجفاف في المغرب
للسنة الخامسة على التوالي، يمر المغرب بموجة جفاف كبيرة، نتيجة شُحّ التساقطات المطرية، خلال السنوات الماضية؛ إذ بلغ العجز السنوي، حسب الأرقام الرسمية، مليار متر مكعب.
وتسبب احتباس الأمطار بتدنٍ كبير في مستوى الأنهار المعروفة، على غرار نهر ملوية (شمال) أحد أكبر أنهار المغرب، الذي بات عاجزاً عن الوصول إلى مصبه للمرة الأولى في تاريخه؛ بسبب الجفاف الشديد وكثرة الاستهلاك.
أعلن المغرب، الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، شروعه في إجراءات عاجلة لمواجهة ندرة المياه، وذلك عن طريق تفعيل خريطة الطريق والبرنامج المستعجل لمواجهة إشكالية ندرة المياه.
توقيف الزراعات المستنزفة
ومن بين الإجراءات التي اتخذها المغرب للحفاظ على الماء توقيف الزراعات المستنزفة للشرفة المائية، منها زراعة الأفوكادو المنتشرة في غرب المملكة، وزراعة البطيخ الأحمر في الجنوب الشرقي للبلاد.
وأفاد وزير التجهيز والماء بأن الحكومة المغربية قررت توقيف دعم "الأفوكا"، مع تقليص مناطق زراعة الدلاح، بالإضافة إلى منع زراعة الدلاح في منطقة طاطا، وتخفيض زراعة "الدلاح" بـ75% في زاكورة.
يرى المهندس الزراعي إبراهيم العنبي أن "زراعة الأفوكادو تُدرّ فعلاً العملة الصعبة لخزينة الدولة، غير أن كيلوغراماً واحداً من هذه الفاكهة يستنزف نحو 1200 لتر من الماء".