قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2024، إن أكثر من نصف مليون من الشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعاً، مؤكداً أن عدداً منهم اضطروا إلى طحن علف الحيوانات؛ لانعدام الدقيق والأغذية.
وصرح القيادي في حركة "حماس" خلال مؤتمر صحفي له بخصوص آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة، بأنه "لليوم الثامن بعد المئة، يواصل الاحتلال النازي عدوانه الهمجي وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، ارتكب خلالها أبشع الجرائم البشعة والمجازر المروّعة بحق المدنيين العزّل، أغلبهم من الأطفال والنساء، عبر القصف العشوائي المتواصل، والتدمير المُمنهج لكل مقوّمات الحياة الإنسانية، في كل مناطق قطاع غزّة".
وأضاف: "لم تعد هناك مناطق آمنة في قطاع غزَّة، كما يدّعي الاحتلال والإدارة الأمريكية، ولم يعد خافياً طبيعة المرحلة الثالثة التي يسوّق لها هذا العدو النازي بالشراكة والدعم الأمريكي والغربي، فكل هذه المراحل المعلنة ما هي إلا استمرارٌ وتصعيدٌ لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والانتقام الهمجي من أهلنا في قطاع غزَّة".
المتحدث نفسه أوضح أن الاحتلال "يواصل حربه الفاشية في شمال القطاع كما في جنوبه، ليرتكب مجازر جماعية في خان يونس، مع تصعيد وحشي لكل أشكال القصف والتدمير والإبادة ضد المؤسسات المدنية والبنى التحتية، والجامعات والمساجد والمستشفيات ومراكز الإيواء والأبراج والمنازل".
غير أن حمدان شدد على أنه "بعد 108 أيام من هذه الحرب الصهيو-أمريكية ضد قطاع غزَّة، يتعزَّز مشهد فشل العدو في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية؛ فلا هو قادرٌ على كسر إرادة شعبنا العظيم الصابر المرابط المضحّي، ولا هو قادرٌ على هزيمة المقاومة، فلا شعبنا رحل عن أرضه، ولا المقاومة رفعت الراية البيضاء، ولا أسراه عادوا إليه أحياء، سوى من أطلقتهم المقاومة بشروطها".
كما اعتبر أن "ملامح الفشل تبدو واضحة في الاشتباك بين شركاء عملية الإبادة الجماعية، حدّ التضارب بالأيدي، وصولاً بالتهديد باستدعاء قوات تحت إمرتهم للمشاركة في هذا الاشتباك.
مقابر جماعية
في وقت سابقٍ الإثنين، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أن الفلسطينيين اضطروا إلى دفن 40 من قتلاهم بمقبرة جماعية في ساحة مجمع "ناصر الطبي" بمدينة خان يونس (جنوب)، بسبب عدم قدرتهم على التوجه إلى المقابر، من جراء القصف الإسرائيلي المكثف.
وقال متحدث الوزارة، أشرف القدرة، في بيان، إن "أعداد الإصابات الخطيرة التي وصلت إلى مجمع ناصر الطبي من جراء الاستهداف الإسرائيلي لمراكز الإيواء في غرب خان يونس تفوق القدرة الاستيعابية لغرف العمليات والعناية المركزة بالمستشفى".
وأضاف القدرة أن "المواطنين اضطروا إلى دفن 40 شهيداً في مقبرة جماعية بساحة مجمع ناصر الطبي".
من جانبها، أفادت وكالة الأناضول بأن الفلسطينيين دفنوا القتلى في باحة المستشفى، بسبب استحالة الخروج منه والتوجه للمقابر؛ من جراء القصف الإسرائيلي الشديد على المدينة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة قد أعلن أن الجيش الإسرائيلي استهدف 5 مراكز إيواء تضم 30 ألف نازح بمدينة خان يونس.
وقال المكتب في بيان، إن "جيش الاحتلال يستهدف 30 ألف نازح في 5 مراكز إيواء بخان يونس ادعى أنها آمنة، ويرتكب مجزرة خلفت العديد من الشهداء".
كما أضاف أن "جيش الاحتلال قصف مراكز إيواء: جامعة الأقصى، والكلية الجامعية، ومدرسة خالدية، ومدرسة المواصي، ومدرسة الصناعة، في خان يونس بشكل مباشر وباستخدام طائرات الاستطلاع والمدفعية".
وتابع أن "القصف أدى إلى ارتقاء العديد من الشهداء ووقوع عدد من الإصابات بين صفوف النازحين الآمنين الذين لجأوا إلى مراكز الإيواء التي زعم الاحتلال بأنها آمنة".
غارات كثيفة
جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف الإثنين، غاراته الجوية والمدفعية على مدينة خان يونس، خاصةً المناطق الغربية، والمحيطة بمجمع ناصر الطبي وسط المدينة.
وقال شهود عيان، إن مدفعيات الجيش وطائراته شنت غارات عنيفة ومكثفة على المناطق الغربية والجنوبية لمدينة خان يونس، وتزامنت مع تقدم بري سريع في تلك المنطقة.
كما أطلق جيش الاحتلال قنابل إضاءة بكثافة في سماء المدينة قبيل شروق الشمس، بينما تسمع أصوات انفجارات عنيفة بين الفينة والأخرى، وتُلاحظ سحب كثيفة من الدخان ناجمة عن القصف المستمر ، لا سيما في محيط مجمع ناصر.
أطول انقطاع للاتصالات
في سياق متصل، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنّ قطاع غزة يشهد أطول انقطاع للاتصالات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعبر حسابها على منصة "إكس" أكدت الوكالة زيادة "الشعور بالعزلة" داخل غزة بسبب انقطاع كافة الاتصالات السلكية والخلوية وخدمات الانترنت بين سكان القطاع والعالم.
كما ذكرت الوكالة الأممية أن انقطاع الاتصالات أعاق الاستجابة الإنسانية، وحدّ من الوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة.
في وقت سابقٍ الإثنين، أعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال" انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، للمرة العاشرة منذ 7 أكتوبر.
وفي المرات التسع الماضية، كانت خدمات الاتصال تنقطع عن غزة في فترات تراوح من عدة ساعات إلى خمسة أيام، وهي أطول فترة قطع تم تسجيلها في 12 يناير/كانون ثاني 2024.
وشركة الاتصالات الفلسطينية أكبر مزود لخدمات الاتصالات الخلوية والإنترنت في قطاع غزة، والمقدم الحصري لخدمات الاتصالات الثابتة هناك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى صباح الإثنين "25 ألفاً و295 شهيداً و63 ألف إصابة، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت بـ"دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.