نقل موقع Ynet الإسرائيلي، عن مصادر لم يسمّها، أن مقربين من الرئيس الأمريكي جو بايدن نصحوه بإعلان "فقدان الثقة الشخصية" برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأن الأخير "يتباطأ في إنهاء الحرب" لأسباب شخصية، ويتجنب مناقشة مسألة إدارة الأمور في غزة بعد انتهاء الحرب.
التقرير الذي نُشر، الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، أشار إلى أن بايدن بدأ "يضجر" من قرارات نتنياهو، وقد "أوشك صبره على النفاد"، إذ أثار سلوك الأخير إحباطاً في البيت الأبيض، وأخذ المسؤولون هناك يرون أنه لا يضع إطلاق سراح الأسرى في مقدمة أهدافه للحرب.
كذلك تشعر إدارة بايدن بالإحباط من إصرار نتنياهو على إطالة أمد الحرب، ورفضه المتواصل لمناقشة أوضاع غزة بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية هناك.
الموقع نقل عن مصادره المقربين من إدارة بايدن، أن نتنياهو لا يضع إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على رأس أولوياته، بل يريد استمرار الحرب بضعة أشهر أخرى، على الرغم من المخاوف من أن الأسرى لن يبقوا على قيد الحياة بحلول ذلك الوقت.
إعلان عدم الثقة
وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء المقربين من بايدن أوصوه بأن يعلن تبرئه الشخصي من نتنياهو، ويصرح بأنه فقد الثقة به، وبأنه "لا يثق إلا بشعب إسرائيل ودولتهم"، وقالت المصادر إن مساعدي بايدن نصحوه بالتبرؤ علناً من تصرفات نتنياهو مطلع فبراير/شباط المقبل.
في هذه الأثناء، يناقش بايدن سبل إقناع نتنياهو بتقصير سقف أهدافه، والسعي لإنهاء الحرب، فالرئيس الأمريكي يحتاج إلى إنجاز دبلوماسي عاجل، والحرب في غزة تضر بصورته في الولايات المتحدة خلال عام الانتخابات الرئاسية، وفق الموقع الإسرائيلي.
أضاف أن إدارة بايدن ترى أن المضي قدماً في هذا السبيل ربما يمكِّنها من استمالة السعودية وإحياء عملية التطبيع بينها وبين إسرائيل، إذ يرى الأمريكيون أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كان محاولة من حماس، بدعمٍ من إيران، لقطع الطريق على مسار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والذي كانت مفاوضاته في مرحلة متقدمة قبل اشتعال الحرب.
ويرى بايدن أن التطبيع مع السعودية حافز كافٍ لإقناع نتنياهو بالموافقة على إنهاء الحرب، لكن مسؤولين إسرائيليين كباراً يرون أنه ما دامت إسرائيل لم تتخذ خطوة سياسية جدية للاتفاق مع الفلسطينيين، فإن السعودية لن تُقبل على مسار التطبيع، فالسعوديون ليسوا مستعجلين، ويرون أن بإمكانهم الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني العام الجاري.
"نقول 'لا' لأقرب أصدقائنا"
يشار إلى أن تقارير أوردتها شبكة NBC News الأمريكية، الخميس، تحدثت عن رغبة لدى الإدارة الأمريكية في تجاوز نتنياهو، والتعاون مع معارضين إسرائيليين لإنهاء الحرب في غزة.
رداً على ذلك، قال نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده أمس: "أولئك الذين يتحدثون عن (اليوم التالي بعد نتنياهو) يتحدثون في الواقع عن إقامة دولة فلسطينية مع السلطة الفلسطينية، وهذا ما يقولونه على الحقيقة. والواقع أنه ليس (اليوم التالي لنتنياهو)، وإنما هو (اليوم التالي لتجاوز ما يريده أغلبية المواطنين الإسرائيليين)".
أضاف: "دولة إسرائيل يجب أن تسيطر على كامل أراضي غرب الأردن في المستقبل القريب. وأقول للأمريكيين: (لا بد لرئيس الوزراء في إسرائيل أن يكون قادراً على أن يقول -لا- لأقرب أصدقائه أيضاً، وأن يستطيع الرفض عند الضرورة، والموافقة عندما يكون ذلك ممكناً)".
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الليلة الماضية إنه لا سبيل لحلِّ المشكلات الأمنية التي تواجه دولة إسرائيل، واستعادة الاستقرار في غزة، إلا بإقامة دولة فلسطينية.