أعدموا والده وطفله أمام عينيه ثم اقتادوه للتعذيب.. فلسطيني يروي تفاصيل قتل قوات الاحتلال عائلته بغزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/18 الساعة 19:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/18 الساعة 19:51 بتوقيت غرينتش
جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة لا تتوقف/ الأناضول

في الـ21 من ديسمبر/كانون الأول، كان محمد الكيلاني يؤدي صلاة الفجر مع والده وشقيقه داخل شقته في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. وبمجرد أن دخل الرجال الثلاثة في الصلاة، انكسر الهدوء النسبي لساعات الصباح الأولى على وقع أصوات الأسلحة الثقيلة التي تستهدف البناية.

قال الكيلاني، البالغ من العمر 45 عاماً، لموقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024: "بدأت الجدران تنهار علينا. ولم نعرف ما يجب فعله. فاختبأنا جميعاً في غرفةٍ واحدة".

"أطلقوا النار على قلبه مباشرةً"

كانت عائلة الكيلاني المؤلفة من 55 فرداً مكدَّسةً داخل شقةٍ واحدة بعد انتقالهم إليها في وقت سابق من الحرب، وذلك من أجل الاحتماء من القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة. وكانت زوجة الكيلاني وأطفاله بين الموجودين داخل الشقة.

سرعان ما جاء الدمار متبوعاً بمداهمة جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي للشقة. فخرج حسين، والد الكيلاني، لمقابلتهم رافعاً يديه في استسلام وسألهم عما يحدث. وقال الكيلاني: "أطلقوا النار على قلبه مباشرةً. فمات على الفور".

جانب من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة/ رويترز
جانب من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة/ رويترز

كان أحد أبناء الكيلاني، الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، يقف وراء جده. وأوضح الكيلاني: "ألقوا قنبلةً على بطنه. فتمزقت أمعاؤه أمام عيني. لقد قُتِل". وعندما أعربت العائلة عن صدمتها مما حدث، أطلق جندي إسرائيلي رصاصةً أخرى على جثة الصبي المقتول.

قال الكيلاني: "أمرنا الجنود بعدها بخلع جميع ملابسنا، بما فيها الملابس الداخلية. وأبقوا الرجال في ناحية، والنساء على الناحية الأخرى. كانت زوجتي تحمل المصحف أثناء اقتيادنا خارج الغرفة. وطلب منها أحد الجنود أن ترميه، لكنها رفضت. فأطلق الجندي النار على ظهرها وخرجت الرصاصة من بطنها".

تنكيل وإهانة وتعذيب في غزة

بعد منع الكيلاني ومن تبقى من أفراد عائلته من الاقتراب من جثث أقاربهم الموتى، أُجبروا على السير عراةً في طابور نحو مسجد قريب، قبل أن يُضرم الجنود النار في الشقة.

كما صرح الكيلاني للموقع البريطاني: "أمرونا بالخروج مع النساء، ودون طعام أو ثيابٍ أو نقود، ثم أحرقوا الشقة. نزلنا إلى الطابق السفلي عراةً بالكامل، ثم اقتادونا إلى مسجد قريب من المنزل".

أردف قائلاً: "اختاروني أنا وابني خميس، البالغ من العمر 19 عاماً. قيّدوا أيدينا وعصبوا أعيننا، ثم نقلونا على شاحنةٍ إلى منطقة حدودية قريبة من البحر. لم نعلم أين كنا تحديداً؛ لأننا كنا معصوبي الأعين". وقال الكيلاني إن الجنود الإسرائيليين "تناوبوا" على تعذيبه وإهانته هو وابنه لنحو 24 ساعة.

حيث أوضح: "لقد عذبونا بوضع الزجاج والمسامير في أقدامنا، وتركونا عراةً على شاطئ البحر من السابعة أو الثامنة صباحاً تقريباً وحتى الثانية بعد منتصف الليل. لقد تركونا بلا طعام أو ماء أو أي شيء يمكن أن يحمينا من الطقس البارد".

كما ذكر الرجل البالغ من العمر 45 عاماً أن الجنود كانوا يضربونهم بكعوب البنادق إذا تحرك هو أو ابنه. وأضاف: "كانوا يتناوبون علينا. وكان أي جندي مارٍ يضربنا. ورفضوا السماح لنا بالتبول أو الشرب. كان بيننا الكثير من كبار السن. وقال أحدهم للجندي إنه مصاب بالسكري، فأخبره الجندي بأن يبول على نفسه. وأهانونا بأبشع الألفاظ. وتعرضنا هناك لإهانةٍ لم نشهد مثلها من قبل طوال حياتنا".

ظل الكيلاني معتقلاً لنحو 24 ساعة. ومنذ إطلاق سراحه، لم يعرف أي معلومة عن ابنه البالغ من العمر 19 عاماً، والذي كان معتقلاً معه. وأضاف: "لا أعلم ما إذا كان حياً أم ميتاً".

تحميل المزيد