قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، إنه مستعد لوقف الحرب في السودان والدخول في مفاوضات تنهي الأزمة في البلاد، وفق ما أعلنه على منصة "إكس" بعد لقائه مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيتا ويبر، في كمبالا، عاصمة أوغندا.
حيث قال حميدتي: "التقيت في العاصمة الأوغندية، كمبالا، اليوم (الخميس)، أنيتا ويبر، مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، وأكدتُ لها أننا في سبيل رفع معاناة شعبنا، مستعدون لوقف الحرب في السودان والدخول في مفاوضات تُنهي الأزمة السودانية من جذورها وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
فيما أعرب عن أمله "بذل جهود إضافية من جميع أشقاء وأصدقاء السودان في المنطقة والعالم، خاصة الاتحاد الأوروبي، وتطلّعه لدعمهم ومساندتهم للشعب السوداني في هذه الظروف الاستثنائية التي يواجهها بسبب هذه الحرب، خاصة تقديم المساعدات الإنسانية".
بينما لم يُصدر الجيش السوداني تعليقاً فورياً على تصريحات "حميدتي". وكانت مفاوضات سابقة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" بجدة السعودية، أسفرت في مايو/أيار 2023، عن أول اتفاق بينهما حمل اسم "إعلان جدة".
شمل الاتفاق التزامات إنسانية وعدّة شروط، منها "الالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كل المرافق الخاصة والعامة، كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية".
ملايين اللاجئين بسبب الحرب في السودان
إلى ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 7.7 مليون شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في السودان منذ بدء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع" في 15 أبريل/نيسان 2023.
حيث دعت المديرة العامة للمنظمة الأممية إيمي بوب، المجتمع الدولي إلى تكثيف جهود التمويل، وعدم التخلي عن ملايين المدنيين الذين يتحمّلون وطأة الصراع الذي دام 9 أشهر في السودان.
كما قالت بوب، في بيان نشرته الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024، إن هناك حاجة ماسة لاستجابة إنسانية منسقة ومستمرة لمعالجة الاحتياجات المتزايدة لأكبر أزمة نزوح في العالم.
أُجبر أكثر من 7.7 مليون شخص على الفرار من منازلهم في السودان منذ بدء الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023، وفقاً لأحدث تقرير لمصفوفة نزوح صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة يوم 16 يناير/كانون ثاني الجاري.
بينما نزح 6 ملايين من هؤلاء داخل السودان، فر 1.7 مليون آخرين عبر الحدود إلى دول جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا ومصر وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا المجاورة.
فيما أكدت بوب، عقب زيارة قامت بها إلى شرق تشاد، شاهدت خلالها بشكل مباشر تأثير الصراع على النازحين: "هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار في السودان لتمكين الناس من إعادة بناء حياتهم بكرامة".
كما ذكرت أنه "يجب ألا ندير ظهرنا لمعاناة الملايين من الأشخاص المتضررين من هذا الصراع المدمر". وأضافت: "الآن أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى كل الدعم الممكن لمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والتحرك نحو التعافي والحلول طويلة الأجل".
منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي"، حرباً خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل، وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.