ذكرت وكالة "أسوشيتد بريس"، الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب، وذلك في الوقت الذي أكد فيه البيت الأبيض من جديد أن "واشنطن لن تتوقف عن العمل نحو تحقيق حل الدولتين".
ويسلط ذلك الضوء على انقسامات عميقة بين الحليفين المقربين (واشنطن وتل أبيب) بعد أكثر من ثلاثة أشهر على هجوم الاحتلال الإسرائيلي على غزة الذي يهدف للقضاء على حكم "حماس"، وفق ما أفادت به وكالة "أسوشييتد برس".
في غضون ذلك، وفي حديثه مع وسائل الإعلام على متن الطائرة الرئاسية، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إنه "ستكون هناك غزة ما بعد الصراع ولن يعاد احتلالها".
وأكد كيربي أن عدد الشهداء في غزة "كبير جداً" مشدداً على أن "أمريكا لن تتوقف عن العمل نحو تحقيق حل الدولتين"
الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن إيجاد طريق لإنشاء دولة فلسطينية خاصة هو أمر ضروري "لحصول إسرائيل على أمن حقيقي"، وفق تصريحات له في منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا.
واعتبر بلينكن أن تحقيق ذلك "يتطلب قرارات صعبة للغاية.. إنه يتطلب عقلية منفتحة على هذا المنظور"، مشيراً إلى أن "القلق الأكبر بشأن الأمن سيكون إيران ووكلاءها بمن فيهم الحوثيون في اليمن، مع استمرار الحرب (على غزة)" وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
كما دعا الوزير الأمريكي إسرائيل إلى "دعم تطوير سلطة فلسطينية إصلاحية قادرة على الاعتناء بشعبها، بدلاً من معارضتها بشدة، لتحقيق السلام".
"لا تواصل بين نتنياهو وبايدن"
الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024، قالت القناة (14) الإسرائيلية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، "غاضب" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأسباب بينها ملف المساعدات الإنسانية لغزة، وعدم الإفصاح عن نواياه في القطاع بعد الحرب.
وفق القناة الإسرائيلية المقربة من جمهور اليمين الإسرائيلي، فإن "بايدن ونتنياهو لم يتحدثا منذ 21 يوماً، بينما كانا على تواصل شبه يومي في بداية الحرب".
كما أوضحت أن الولايات المتحدة "غاضبة" بشكل خاص بشأن المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بإدخالها للقطاع، حيث تقول واشنطن إنها "غير كافية".
وأكد مسؤولون بالقطاع مراراً أن المساعدات الإنسانية التي تدخله لا تلبي شيئاً من احتياجات المواطنين، فيما قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، إن تلك المساعدات لا تلبي 10% من احتياجات قطاع غزة.
القناة 14 أشارت إلى أن الغضب الأمريكي مرده أيضاً لـ"امتناع نتنياهو عن إعلان خطة ما بعد الحرب بغزة"، فيما لم يصدر تعقيب رسمي من مكتب نتنياهو أو من الجانب الأمريكي حتى الساعة 15:30 (ت.غ).
وعقد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي حتى اليوم، 10 جلسات لبحث اليوم التالي للحرب، كما عقد المجلس الوزاري الأمني الموسع (الكابينت)، جلسة واحدة، دون أن تتضح أي ملامح لخطة ما بعد الحرب.
والأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مقربين من الرئيس بايدن قولهم، إن الشعور السائد لدى الإدارة الأمريكية حالياً، أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة، انطلاقاً من دوافع "شخصية وسياسية".