تبادل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة جيش الاحتلال الاتهامات بشأن تحمّل مسؤولية الترتيبات لتفتيش شحنات الأدوية المخصصة للأسرى الإسرائيليين قبل دخولها إلى قطاع غزة، وفق ما نقله موقع N12 الإسرائيلي، الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024.
حيث قال نتنياهو، الأربعاء، إنه لا علاقة له بترتيبات تفتيش شحنات الأدوية المخصصة للأسرى قبل دخولها قطاع غزة، مشيراً إلى أن الجيش هو المسؤول عن هذا الأمر، ليحمّل الجيش مسؤولية الموافقة الإسرائيلية على عدم تفتيش الشحنات قبل دخولها القطاع.
لكن الجيش يزعم أنه علم بخطة نقل الأدوية إلى الأسرى، وحقيقة تأكيد إسرائيل عدم تفتيش الأدوية، من تصريحات القيادي البارز بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موسى أبو مرزوق، في أثناء حديثه عن الأمر، ولم يكن الجيش على علمٍ بتفاصيل تلك الصفقة، ولم يطلب أحدٌ مشورته في الأمر، على حد تعبيره.
وأصدر مكتب نتنياهو بياناً مقتضباً قال فيه: "أمر رئيس الوزراء بتوصيل الأدوية إلى المختطَفين، لكنه لم يتعامل مع كافة ترتيبات دخولها التي تقع مهمة تحديدها على عاتق الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن".
ثم عاد نتنياهو لاحقاً ليوجه أمراً للجيش بتفتيش شاحنات الأدوية التي تدخل قطاع غزة، بحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وساطة قطرية لإدخال أدوية لغزة
تأتي تصريحات نتنياهو بعد إعلان قطر أمس الثلاثاء، نجاحها في التوصل لاتفاق بين تل أبيب وحركة حماس، يتضمن إدخال أدوية ومساعدات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة، مقابل إدخال أدوية للأسرى الإسرائيليين في القطاع.
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد موافقة إسرائيل على نقل الأدوية إلى قطاع غزة دون تفتيش، وهي أول مرة ستشهد دخول مساعدات إنسانية إلى غزة دون فحص رسمي.
حيث قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن "وساطة قطرية نجحت في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين بقطاع غزة، لاسيما في المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً".
وهاجم مصدر إسرائيلي، القرار قائلاً: "لم تشترط حماس عدم تفتيش الأدوية التي ستدخل القطاع. ويؤيد الجميع دخول الأدوية للرهائن، لكن لا يمكن السماح بدخول محتويات الطائرتين إلى غزة دون تفتيش"، على حد زعمه.
"توقف عن الهراء يا بيبي"
يأتي هذا على خلفية تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، الذي وصف شروط حماس لنقل الأدوية قائلاً: "ستدخل 1000 علبة أدوية للفلسطينيين مقابل كل علبة دواء تدخل لأحد المختطَفين. وسيوزع الصليب الأحمر الأدوية على أربعة مستشفيات في قطاع غزة، مما يعني زيادة المساعدات الإنسانية والطعام الذي يدخل غزة. ولن يفحص الجيش الإسرائيلي شحنات الأدوية".
وبعد أن تنصل مكتب رئيس الوزراء من المسؤولية، تدرس إسرائيل الآن حلاً لمنع تهريب معدات ممنوعة إلى داخل القطاع على متن الطائرة الفرنسية التي ستُدخل المساعدات، بحسب الموقع.
في حين قال وزير الدفاع بيني غانتس، إن "تقديم الأدوية للمختطَفين يمثل خطوةً كبيرةً ومهمة سعينا جاهدين لتحقيقها. لكن المسؤولية عن القرار وتطبيقه تقع على عاتق المستوى السياسي".
بينما قال أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، رداً على بيان مكتب رئيس الوزراء: "توقف عن الهراء يا بيبي. حان الوقت لتبدأ في تحمُّل المسؤولية بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين، وتوقف عن اتخاذ القرارات المبنية على الاعتبارات السياسية فحسب".