قال مسؤولون ومحللون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتجنب صياغة استراتيجية لما بعد الحرب على غزة، بسبب أمور سياسية،، وخوفاً من وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، وفق ما نقلت القناة 13 العبرية، مساء الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024.
أضاف المسؤولون الذين لم تسمّهم القناة، أن "تصرفات رئيس الوزراء وعدم وجود استراتيجية سياسية؛ تضر بإنجازات الحرب"، وفق تعبيرهم، فيما أشارت القناة إلى أنه "من المتوقع أن يجري المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) مداولات نهاية الأسبوع الجاري بشأن اليوم التالي للحرب".
يُذكر أن بقاء حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة بن غفير، وحزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف برئاسة سموتريتش، ضروري لاستمرار حكومة نتنياهو.
"تآكل في الإنجازات"
كانت القناة 13 أشارت، الثلاثاء، إلى أن "رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي حذر الحكومة من أن رفضها وضع استراتيجية لغزة ما بعد الحرب قد يؤدي إلى جر الجيش لعمليات جديدة في المناطق التي انتهى فيها القتال بالفعل".
أضافت: "يتعلق هذا التحذير بشكل رئيسي بشمال غزة، حيث أظهرت حماس مرة أخرى بعض علامات الحكم منذ أن قام جيش الدفاع الإسرائيلي بتقليص قواته فيه"، على حد تعبيرها.
بحسب القناة فإن هاليفي قال خلال الاجتماع المغلق: "إننا أمام تآكل في الإنجازات التي حققناها حتى الآن في الحرب، لأنه لم يتم وضع أي استراتيجية لليوم التالي" للحرب، مضيفاً: "قد نضطر إلى العودة والعمل في المناطق التي أنهينا فيها القتال بالفعل"، في إشارة إلى شمالي قطاع غزة.
يُذكر أنه خلال الأسابيع الأخيرة، دعا بن غفير وسموتريتش مراراً إلى إعادة احتلال قطاع غزة وبناء مستوطنات فيه.
والإثنين 15 الشهر الحالي، قال وزير دفاع جيش الاحتلال يوآف غالانت، خلال مؤتمر صحفي، في إشارة إلى مسار الحرب البرية التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنه "في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، ستنتهي هذه المرحلة. وفي جنوب غزة سنصل إلى هذا الإنجاز وسينتهي قريباً".
ولم يكشف الوزير الإسرائيلي عما إذا كانت العملية البرية شمالي القطاع قد حققت فعلاً أهدافها المتمثلة في القضاء على حركة "حماس"، كما زعمت حكومة نتنياهو بداية الحرب على غزة.
إحباط هائل في الرتب العليا بالجيش
من جانبه، كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هارئيل، الأربعاء: "هناك إحباط هائل يختمر في الرتب العليا في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، ويكمن خوفهم في أن الاعتبارات السياسية لنتنياهو تؤدي بالفعل إلى تآكل ما تم تحقيقه حتى الآن".
أضاف: "يرفض نتنياهو بشدة أن يقول الكلمات الثلاث التي تريد الإدارة الأمريكية سماعها: "سلطة فلسطينية متجددة"، هذه هي -السلطة الفلسطينية المتجددة- التي تريدها واشنطن أن تدير غزة في المستقبل، إذا كان من الممكن تقليص قوة حماس أكثر".
وكان نتنياهو أعلن مراراً في الأسابيع الماضية رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ما بعد الحرب، فيما أعلنت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة خلال الأسابيع الماضية رفضها إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو بناء مستوطنات فيه.
واستدرك هارئيل: "لكن من الطبيعي أن يرفض نتنياهو (السلطة الفلسطينية المتجددة)، فهو يتعرض لضغوط من عضويْ ائتلافه بن غفير وسموتريش، ويريد توحيد قاعدته اليمينية خلف ادعائه بأنه هو الوحيد القادر على منع إقامة دولة فلسطينية".
أضاف: "من الواضح أيضاً أن نتنياهو يريد احتكاكاً مستمراً مع الإدارة الأمريكية، على افتراض أنه سيتمكن بذلك من إلقاء اللوم على الأمريكيين بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب أثناء انتظار فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 24 ألفاً و448 شهيداً و61 ألفاً و504 مصابين، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.