قالت مصادر في صناعة الشحن الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، إن هجوم الحوثيين على سفينة بضائع صب جافة في البحر الأحمر هذا الأسبوع قد يؤدي إلى تغيير مسار المزيد من شحنات الحبوب نحو رأس الرجاء الصالح، لكن معظمها لا يزال على استعداد للمخاطرة باستخدام قناة السويس.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية الإثنين، إن جماعة الحوثي في اليمن قصفت سفينة (نسر جبل طارق) التي تمتلكها وتديرها شركة أمريكية بصاروخ باليستي مضاد للسفن، غير أن السفينة لم تبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.
تصعيد حوثي ضد السفن في البحر الأحمر
تُستخدم سفن البضائع الصب الجافة عادة لنقل الحبوب، رغم أن نسر جبل طارق كانت تحمل شحنة من منتجات الصلب.
وقال رئيس قطاع سفن الصب في شركة تجارة ألمانية: "من المؤكد أن هجوم هذا الأسبوع يُنظر إليه باعتباره تصعيداً ضد سفن الصب وملاكها. القلق يزداد، وأنا متأكد من أنه سيتسبب في تغيير مسار شحنات أكبر بكثير، ومنها شحنات الحبوب، نحو طرق أخرى".
وتحدث المصدر إلى رويترز قبل التقارير عن إصابة سفينة صب فارغة مملوكة لليونان وترفع علم مالطا بصاروخ الثلاثاء في أثناء إبحارها شمالاً في البحر الأحمر دون وقوع إصابات.
وكشف إيشان بهانو، كبير محللي السلع الزراعية في شركة كبلر، أن نحو سبعة ملايين طن من الحبوب تمر عبر قناة السويس شهرياً في المتوسط، ولكن نحو 20% من تلك الشحنات تسلك حالياً طريق رأس الرجاء الصالح.
وقال: "اقتربت تلك النسبة من 10% قبل عشرة أيام، لكنها ارتفعت في الأيام القليلة الماضية. ومن بين أكبر المتأثرين، شحنات فول الصويا من الولايات المتحدة والقمح من أوروبا وبذور اللفت من أستراليا".
ارتباك عالمي بسبب هجمات الحوثيين على السفن
قال تاجر حبوب كبير في شركة ألمانية تتعامل مع آسيا إنه ما زال يشحن الحبوب عبر البحر الأحمر، لكنه يراقب الوضع عن كثب. وأضاف: "لم نتأثر حتى الآن. ولكن أقول حتى الآن".
ويبدو أن تغيير مسار سفن الصب يؤثر على برنامج كبير لصادرات القمح الفرنسي إلى الصين بدأ في ديسمبر/كانون الأول.
ومن بين 12 شحنة قمح غادرت فرنسا باتجاه الصين منذ شهر أبحرت خمس شحنات عبر قناة السويس والبحر الأحمر، بينما سلكت سبع الطريق الأطول حول أفريقيا، بينها اثنتان غيرتا المسار في البحر المتوسط، كما أظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصة لندن.
وتعد فرنسا أكبر مُصدّر للقمح في الاتحاد الأوروبي، وأصبحت الصين مقصداً رئيسياً للقمح الفرنسي في المواسم القليلة الماضية، خاصة أن فرنسا فقدت حصتها في السوق الجزائرية.
القيادة المركزية الأمريكية تدمر صواريخ للحوثيين
في المقابل أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، الثلاثاء، أن قواتها دمرت 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن، تابعة لجماعة الحوثي اليمنية، كانت معدة للإطلاق.
وقالت "سنتكوم" في بيان عبر منصة "إكس": "في وقت سابق من اليوم (الثلاثاء)، حوالي الساعة 4:15 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، قصفت القوات الأمريكية ودمرت أربعة صواريخ باليستية حوثية مضادة للسفن". وأضافت أن الصواريخ "كانت معدة للإطلاق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية بأنه "في حوالي الساعة 13:45 مساء (بتوقيت صنعاء)، أطلق مسلحو الحوثي المدعومون من إيران، صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من مناطق سيطرتهم في اليمن، على الممرات الملاحية الدولية في جنوب البحر الأحمر".
وتابعت أن "السفينة M/V Zografia (زوغرافيا)، وهي ناقلة بضائع تحمل العلم المالطي، أفادت بأنها تعرضت للقصف، ولكنها صالحة للإبحار، وكانت تواصل عبورها في البحر الأحمر، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات".
ولم يصدر تعليق فوري من قبل "الحوثي" بشأن هذا البيان حتى الساعة 18:45 (ت.غ)، لكن الجماعة أعلنت في وقت سابق الثلاثاء، أنها نفذت عملية استهداف لسفينة زوغرافيا، كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة".
وأوضحت أن "الاستهداف تم بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة مباشرة".
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، في 9 يناير/كانون الثاني 2024 سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
في حين أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه "رداً على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
و"تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغّلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.