رئيس الوزراء الأردني: السلام مع إسرائيل يظل خياراً استراتيجياً، وتهجير الفلسطينيين انتهاك لمعاهدة السلام

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/16 الساعة 21:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/16 الساعة 21:19 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة/ رويترز

قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، إن السلام مع إسرائيل يظل خياراً استراتيجياً، إلا أن أي مسعى لدفع الفلسطينيين إلى المملكة سيشكل تهديداً "وجودياً"، كما وصف الأمر بأنه "انتهاك لمعاهدة السلام".

ويخشى الأردن الذي يشترك في حدوده مع الضفة الغربية من أن صراع غزة قد يتمدد بأعمال عنف لمستوطنين مسلحين يشجعهم إقدام الجيش الإسرائيلي على طرد الفلسطينيين بأعداد كبيرة إلى الجانب الآخر من نهر الأردن.

ومنذ بداية الحرب على غزة، أعلن الأردن موقفاً رافضاً لتهجير الفلسطينيين من الضفة والقطاع، معتبراً ذلك بمثابة "إعلان حرب"، وذلك في تصريحات متكررة على لسان عدد من مسؤوليه.

"تهديد وجودي"

خلال جلسة في دافوس، قال الخصاونة: "في حالة حدوث تحركات ونشوء أوضاع تتسبب في نزوح جماعي للسكان، سيكون ذلك انتهاكاً صريحاً لمعاهدة السلام"، مشيراً إلى المعاهدة التي وقعها الأردن مع إسرائيل في 1994.

كما أضاف: "تشكل تهديداً وجودياً.. سيكون علينا الرد عليه ونأمل ألا نصل أبداً إلى تلك النقطة أو المرحلة لأننا راسخون في التزامنا بالسلام الشامل".

وأردف: " أي خروقات مادية لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية أو محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية أو التعرض للوضع التاريخي والقانوني والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس يشكل خطرا وتهديدا للمملكة الأردنية الهاشمية وسيتم التعامل معه، ونأمل أن لا نصل الى هذا الامر لاننا ملتزمون بالسلام الشامل كخيار استراتيجي بما يفضي الى حل الدولتين وهذا يتطلب شركاء حقيقيين".

كذلك، ذكر الخصاونة أنه قبل هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت هناك مشروعات إقليمية بملايين الدولارات قيد الإعداد مع إسرائيل، وكانت الدولتان ستتبادلان عبرها الطاقة والمياه، لكنها علقت الآن.

ثم تابع: "اليوم، في ظل الظروف الحالية، لا يمكن تصور جلوس أي وزير أردني على منصة وإجرائه ذلك النوع من التفاعلات والتعاملات مع نظير إسرائيلي".

وأردف الخصاونة: "المشاهد المروعة التي تظهر على الشاشات يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة بسبب المذبحة التي تحدث في غزة بالاستهداف العشوائي للمدنيين، وأغلبهم من الأطفال والنساء، هي أمر يجعل من ذلك شيئاً غير قابل للتنفيذ في ظل الظروف الحالية".

رئيس الوزراء الأردني، اعتبر أن الحل الوحيد لتفادي تعميق الصراع وانعدام الاستقرار الإقليمي هو تطبيق عملية سياسية بإطار زمني تقود إلى حل الدولتين الذي سيشهد إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

"تداعيات كارثية"

في وقت سابق الثلاثاء، حذر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، من تداعيات استمرار الحرب على قطاع غزة والتي ستكون "كارثية وسيدفع الجميع ثمنها"، وذلك خلال استقباله، بشكل منفصل، وزيري خارجية أستراليا بيني وونغ، واليونان يورجوس يرابيتريتيس، وفق بيانين للديوان الملكي الأردني، تلقت الأناضول نسختين منهما.

البيان الأول ذكر أن الملك عبد الله أكد في لقائه مع وونغ "أهمية بلورة موقف دولي موحد لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

كما جدد تأكيد "ضرورة السماح لسكان قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم"، مشدداً على "رفض الأردن لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".

وعبر عاهل الأردن عن رفضه لأية محاولات للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة "اللتين تشكلان امتداداً للدولة الفلسطينية الواحدة".

كذلك، حذر عاهل الأردن من تداعيات استمرار الحرب على غزة والتي ستكون "كارثية وسيدفع الجميع ثمنها"، وفق البيان ذاته.

ثم بين أنه "لن يتحقق الأمن والسلام والاستقرار بالحلول العسكرية" لافتاً إلى أن "السبيل الوحيد لذلك هو بناء أفق سياسي على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".

ومع يرابيتريتيس، أكد عاهل الأردن "ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، ووضع حد للأزمة الإنسانية المأساوية جراء هذه الحرب"، وفق بيان ثان.

كما أكد "ضرورة حماية المدنيين العزل، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية للقطاع بشكل كاف ومستدام".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء، 24 ألفاً و285 قتيلاً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

تحميل المزيد