تكثف الولايات المتحدة جهودها للتوسط في حل دبلوماسي للأعمال العدائية المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مع تزايد المخاوف في واشنطن من تضييق النافذة لتجنب اندلاع حرب شاملة على الحدود المشتركة، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية، الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024.
الصحيفة أوضحت أنه في رحلة إلى بيروت الأسبوع الماضي، طرح المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين، الذي يقود المحادثات، على رئيس الوزراء اللبناني المؤقت فكرة التوصل إلى اتفاق لوقف مؤقت للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، على أن يتبعه حلٌّ أطول أمداً، وفقاً لأشخاصٍ مُطَّلِعين على النقاشات.
المحادثات في مراحلها الأولى
لكن هؤلاء الأشخاص قالوا إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى، وإنه لا تزال هناك عقبات كبيرة حيث كثفت إسرائيل وحزب الله هجماتهما عبر الحدود على بعضهما البعض في الأسابيع الأخيرة.
إذ طالب المسؤولون الإسرائيليون علناً بأن تنسحب قوات حزب الله مسافة 30 كيلومتراً تقريباً إلى الداخل اللبناني، وفقاً لما نص عليه قرار الأمم المتحدة الذي تم تجاهله منذ فترة طويلة، لكن المحادثات الأخيرة ركزت على انسحاب أصغر بمقدار 10 كيلومترات في محاولة واضحة لضمان التوصل إلى تسوية بين الطرفين.
فيما تسعى إسرائيل أيضاً إلى نشر 15 ألف جندي إضافي من الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات، تماشياً مع قرار الأمم المتحدة نفسه. ويُعتَقَد أن أقل من ثلث هذا العدد يتمركز في جنوب لبنان، وفقاً لثلاثة أشخاص مُطَّلِعين على العمليات الأمنية في لبنان.
بينما أثارت واشنطن سراً إمكانية تقديم حزمة مساعدات اقتصادية بقيادة الولايات المتحدة للبنان. ومن شأن الاتفاق أن يتضمن المزيد من الدعم الغربي للجيش اللبناني، وهو أحد المؤسسات المستقلة القليلة في البلاد والذي أضعفته بشدة الأزمة الاقتصادية المدمرة.
يأتي ذلك بينما شنت إسرائيل، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني، أعنف وابل من الضربات ضد جنوب لبنان. وقد أثار هذا شبح سوء التقدير، وزاد الضغط على الحدود.
تحت ضغط من واشنطن، سمحت الحكومة الإسرائيلية بالوقت للدبلوماسية لكنها لم تستبعد استخدام القوة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه إذا فشلت المحادثات "فسنعمل بطرق أخرى".
إبعاد حزب الله عن الحدود
كما أوضحت حكومته اليمينية المتطرفة أنها لن تقبل بعد الآن مقاتلي حزب الله على حدودها وتعتقد أن انسحابهم من الحدود ضروري للسماح بعودة 80 ألف إسرائيلي إلى منازلهم في الشمال.
في الوقت نفسه، قال كبار قادة حزب الله إن الإسرائيليين الذين نزحوا من الشمال لن يكونوا آمنين للعودة إلى ديارهم حتى توقف إسرائيل هجومها على غزة.
رغم التصريحات العلنية، يقول المسؤولون والدبلوماسيون المطلعون على الوضع إن كلا الجانبين أظهرا استعداداً خاصاً للبحث "بجدية" عن حل دبلوماسي وتجنب حرب مكلفة.
حيث تدرك القيادة الإسرائيلية التهديد الذي يمكن أن تشكله ترسانة حزب الله المكونة من 150 ألف صاروخ وطائرة مسيَّرة وقذائف على المدن الإسرائيلية.
لكن حسابات إسرائيل تغيَّرت منذ الهجوم المدمر الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي أكد على ضعفها في مواجهة الهجمات العابرة للحدود.