كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، أن مصر لم تحوّل عشرات الملايين من الدولارات من مستحقات إسرائيل التي تعهدت بنقلها كجزء من اتفاقية تعويض عن الغاز، فيما تتجاهل تل أبيب تخلف القاهرة عن سداد ديونها بسبب دورها في حرب غزة.
وذكرت الهيئة أن تل أبيب حالياً تغض الطرف عن تهرب مصر من دفع 30 مليون دولار كمستحقات لاتفاقية الغاز؛ بسبب الدور الحاسم الذي "لعبته القاهرة في الحرب".
وكان من المفترض أن يتم إرسال الدفعة النهائية الشهر الماضي، لكن مصر رفضت تحويل الأموال، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية التي أشارت إلى أن إسرائيل لم تضغط علناً على القاهرة بشأن الدفع، حيث لا تزال هي الوسيط المفضل لديها للتفاوض مع حماس.
ويشار إلى أنه عام 2019، توصلت القاهرة إلى اتفاق ودي مع تل أبيب، تدفع بموجبه 500 مليون دولار تعويضاً لإسرائيل، في إطار التحكيم الدولي الذي جرى بعد انهيار اتفاق تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل في أعقاب ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
وفي يونيو/حزيران 2022، أبرمت كل من "مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي اتفاقاً ثلاثياً في القاهرة حول تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط الذي تأسس في 2019".
ويهدف "الاتفاق إلى نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا، بعد تسييله في المحطات المصرية المعدة لذلك، وتقوم إسرائيل منذ 2020 بضخ الغاز الطبيعي إلى مصر من أجل إعادة تصديره إلى أوروبا.
وقالت وكالة بلومبيرغ في وقت سابق إن كميات تدفق الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر زادت بنسبة تصل إلى 60% خلال نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، مقارنة مع أرقام نهاية الشهر الماضي، مع انحسار حدة المخاطر الأمنية.
بحسب مصادر بلومبيرغ، فقد ارتفعت الإمدادات إلى 350-400 مليون قدم مكعب يومياً، من حوالي 250 مليوناً نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ ومع ذلك، فإن هذا يمثل ما يقرب من نصف التدفقات الطبيعية قبل الحرب.
وزادت الوكالة: "ومن المرجح أيضاً أن يستأنف خط أنابيب غاز شرق البحر الأبيض المتوسط، الذي يمتد من عسقلان، شمال قطاع غزة، إلى العريش المصرية، هذا الأسبوع".
وتستخدم مصر بعض الغاز الإسرائيلي لتلبية الطلب الخاص بها، وتصدر الفائض على شكل غاز طبيعي مسال، إلى أوروبا في المقام الأول.
وأدت درجات الحرارة الأكثر دفئاً من المعتاد إلى زيادة الطلب على الكهرباء في مصر، إذ لا يزال انقطاع التيار الكهربائي شائعاً في عموم البلاد لأكثر من ساعتين يومياً، وفق نظام المداورة.
ويأتي هذا في وقت يخوض فيه الاحتلال الإسرائيلي حرباً عنيفة ضد غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت حتى الثلاثاء 24 ألفاً و285 شهيداً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.