“يبدون عمياً وصماً عن معاناة الفلسطينيين”.. كاتبة بوسنية يهودية تنتقد الصمت الألماني عن مجازر الاحتلال بغزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/16 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/16 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
المذيعة البريطانية قارنت بين حرب إسرائيل على غزة والمحرقة/ رويترز

قالت الكاتبة البوسنية اليهودية لانا باستاسيتش، الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024، إنها تعتقد أنَّ من واجبها "الأخلاقي والمعنوي" إنهاء عقدها مع ناشرها الألماني بسبب صمتها تجاه حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة و"الرقابة المنهجية" في البلاد، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني. 

وفي منشور على إنستغرام، كتبت مؤلفة رواية "Catch the Rabbit"، أنَّ قرارها يأتي رغم أنَّ الترجمة الألمانية لكتابها تمنحها الكثير من الفرص ونسب القراءات، وتتيح لها المشاركة بالمهرجانات والاستضافات الكتابية، وتقول باستاسيتش إنَّ ناشريها، S Fischer Verlag، أظهروا ازدواجية المعايير.

"عمي وصم عن معاناة الفلسطينيين" 

كتبت الكاتبة البوسنية فيما يتعلق بإعلان شركة النشر قلقها بشأن معاداة السامية: "إنه أمر مشكوك فيه أخلاقياً، لأنهم يبدون عُمياً وصماً عن معاناة الشعب الفلسطيني في المنطقة نفسها".

وتستشهد بصفحة شركة النشر الإلكترونية مثالاً على ذلك، التي تقول إنها ستركز على تسليط الضوء على استمرار معاداة السامية في كتبها، وإنها تعارض التفكير والعمل اللاسامي بعد عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

الاحتلال الإسرائيلي غزة محكمة العدل الدولية
مخيم جباليا بعد تعرضه لقصف إسرائيلي في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدى لمذبحة مروعة/رويترز

وتشير إلى أنَّ هذا الموقف يتجاهل قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة، الذي أدى منذ ذلك الحين إلى مقتل ما لا يقل عن 24 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وعلّقت باستاسيتش في بيانها: "هذا أمر غير مسؤول سياسياً؛ لأنه لا يؤدي إلا إلى صب الزيت على النار، من خلال مساواة كل يهودي بالحكومة الحالية لإسرائيل؛ ما يجعل هذا العالم أخطر على الأشخاص الذين يزعمون أنهم يحمونهم".

وأضافت: "هذا أيضاً كسل فكري؛ لأنهم يريحون أنفسهم بإزاحة معاداة السامية إلى الشرق الأوسط، بينما يفشلون في رؤية وجوده في وطنهم في الهياكل السياسية والثقافية للدولة الألمانية".

وقالت باستاسيتش أيضاً إنَّ قرارها يأتي وسط إسكات الفنانين والكتاب والعلماء اليهود في ألمانيا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث فقد بعضهم وظائفهم، أو واجهوا مضايقات بسبب التحدث علناً عن غزة.

شاهدة على الإبادة الجماعية

غادرت عائلة باستاسيتش كرواتيا بسبب اضطهاد اليهود في الأربعينيات؛ ما أجبرهم على الانتقال إلى شمال البوسنة والهرسك، وتقول إنها عاصرت هناك الاضطهاد والتشهير الذي تعرض له المسلمون على يد الصرب، بينما شاهدت المباني وهي تُدمر ويُقتل الناس على نطاق واسع، وتقول إنَّ هناك الكثير من أوجه التشابه مع ما يحدث حالياً في غزة.

وفي مقال نشرته صحيفة The Guardian، في نوفمبر/تشرين الثاني، قالت الكاتبة اليهودية إنَّ قصف الاحتلال الإسرائيلي الشامل، والعقاب الجماعي للمدنيين والأطفال في غزة، أدى إلى إغراق القطاع في أزمة إنسانية، ومع ذلك فإنَّ أي ذكر لذلك في ألمانيا يُوصَف بأنه معاداة للسامية.

غزة
آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة/ shutterstock

وأوضحت أنَّ السلطات الألمانية أوقفت المسيرات المؤيدة لفلسطين، وحظرت رفع الرموز الفلسطينية، وأسكتت أصوات اليهود الذين يتضامنون مع الفلسطينيين.

وكتبت: "إنَّ دعم ألمانيا الرسمي القوي لتصرفات الحكومة الإسرائيلية لا يترك مجالاً كبيراً للإنسانية"، مضيفة أنها ترى أنَّ من مسؤوليتها إدانة بلدها- ألمانيا الآن- بسبب "نفاقها واستسلامها للتطهير العرقي في غزة".

ومنذ عملية طوفان الأقصى، 7 أكتوبر/تشرين الأول، قتل الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 24,100 فلسطيني في غزة، وأصاب أكثر من 60 ألفاً آخرين. وقد غرقت غزة في أزمة إنسانية عميقة، بعدما قطعت إسرائيل الوقود والغذاء والمياه والكهرباء والمساعدات عن القطاع المحاصر، في 9 أكتوبر/تشرين الأول.

تحميل المزيد