حرب غزة تعرقل بيع سلاح إسرائيلي بقيمة 1.5 مليار دولار.. الاحتلال أرجأ تسليمه لحاجته إليه في استهداف الفلسطينيين

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/14 الساعة 21:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/14 الساعة 21:07 بتوقيت غرينتش
قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي - رويترز

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، أجلت شركات الأسلحة الكبرى رافائيل وصناعات الطيران الإسرائيلية IAI وإلبيت سيستمز Elbit Systems توريد أسلحة بقيمة إجمالية تزيد عن 1.5 مليار دولار لعملائها في أنحاء العالم من أجل توجيه موارد الإنتاج والمواد الخام إلى دعم الاحتياجات القتالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة والحدود الشمالية، وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة Calcalist. وتلقت هذه الشركات رسالة من الجيش تقول إنه حتى في عام 2024 سيتعين عليها الاستمرار في إعطاء الأولوية للجيش في إنتاجها؛ لأن القتال لا يزال مستمراً؛ وذلك وفق ما نشرت صحيفة The Calcalist الإسرائيلية في تقريرها يوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024.

وهذه الأسلحة طلبتها جيوش ووزارات دفاع حول العالم قبل اندلاع الحرب في غزة وحددت مواعيد تسليمها وفق خطوط تفصيلية محددة ضمن شروط الصفقات. والكثير من هؤلاء العملاء في خضم أكبر سباق تسلح منذ عدة عقود، على خلفية الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا منذ نحو عامين، والتوترات في بحر الصين، والصراعات المتشابكة في منطقة الشرق الأوسط والاحتمالات المرتفعة للتصعيد في ساحات الصراع الأخرى في العالم.

إسرائيل
جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، 10 أكتوبر 2023 / Getty

 ازدحام خطوط تصنيع السلاح في إسرائيل

أفادت الشركات الإسرائيلية بقوة من موجة الطلب الهائلة والاهتمام العالمي بأنظمة الدفاع الجوي التي تصنعها، والتي أظهرت قدرات تشغيلية استثنائية في العقد الماضي، وخاصة في غزة. ووقعت شركة رافائيل صفقة مع فنلندا لبيع منظومة مقلاع داوود بقيمة 1.2 مليار شيكل، ووقعت شركة صناعات الطيران مع ألمانيا صفقة تصدير، لأول مرة، صواريخ آرو 3 Arrow بما لا يقل عن 3.5 مليار دولار.

وتسببت الحرب في ازدحام خطوط التصنيع الإسرائيلية بسبب تدفق الطلبات من الخارج، وفي الوقت نفسه، تواجه الشركات نقصاً حاداً في الموظفين بسبب استدعاء الآلاف منهم لقوات الاحتياط. وفي محاولة لسد هذا النقص، عرضت شركة إلبيت سيستمز على موظفيها السابقين المتقاعدين العودة إلى ورش الإنتاج، وأطلقت شركات أخرى حملات توظيف وإبرام عقود مع مقاولين.

آثار قصف الاحتلال على خانيونس – الأناضول

وقالت مصادر في الصناعة لصحيفة "كالكاليست" إنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أمر المديرون في جميع الشركات الرئيسية بالانتقال الفوري إلى تنسيق الطوارئ، مع إعطاء الأولوية للطلبيات العاجلة للجيش الإسرائيلي، حتى على حساب طلبيات العملاء في الخارج، رغم أن الشحنات الموجهة إليهم كانت مجهزة بالفعل. وأبلغت الشركات عملاءها في أنحاء العالم بالوضع في إسرائيل، مؤكدة حاجتها لدعم المجهود الحربي على الجبهة.

تأجيل تسليم صفقات سلاح 

قال مسؤول بارز في إحدى الشركات الكبرى إنها أجلت مواعيد التسليم لعدة أشهر وبطريقة تسمح بإخلاء خطوط الإنتاج لصالح الجيش الإسرائيلي. ووُسعت بعض الخطوط، وسيتوسع البعض الآخر قريباً، مع الاستمرار في تعزيز القوى العاملة، خاصة في أنظمة الإنتاج. ومن بين الخطوط التي تعمل على مدار الساعة، الخط الذي ينتج الصواريخ الاعتراضية لأنظمة الدفاع الرئيسية لرافائيل، والقبة الحديدية ومقلاع داوود.

ويزداد طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي على أسلحة أبسط وأرخص مثل قذائف الهاون وقذائف الدبابات، التي يستخدمها بشكل منتظم وواسع النطاق في القتال، وكذلك على المكونات والأنظمة وقطع الغيار اللازمة لإنتاج الدبابات وناقلات الجنود المدرعة.

وبحسب وزارة الدفاع، فقد قدمت في الأشهر الثلاثة الماضية طلبيات بقيمة تزيد عن 10 مليارات شيكل لشركات الأسلحة الثلاث الرئيسية. ووجهت طلبيات بقيمة مشابهة، من خلال هيئة المشتريات التابعة لها إلى مئات الشركات الصغيرة المصنعة للأسلحة.

الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة
جانب من قصف الاحتلال الإسرائيلي لخان يونس في قطاع غزة/ رويترز

طلبية إنتاج ذخيرة ودبابات 

في الأسابيع الأخيرة، قدمت وزارة الدفاع طلبيات إلى شركة رافائيل، التي تعمل من المناطق الجنوبية، لعشرات الآلاف من الذخائر تصل قيمتها إلى حوالي 140 مليون شيكل. بالإضافة إلى ذلك، تلقت مئات الشركات العاملة في إنتاج الدبابات المدرعة ومركبات المشاة القتالية، طلبيات بمليارات الشواكل.

وهذا العبء لن يزول قريباً. ففي كل الأحوال، وعلى الأقل خلال العام المقبل، سيتعين على هذه الشركات أن تركز على تلبية احتياجات الجيش الإسرائيلي. وبعد الحرب مباشرة، ستكون ملزمة بتسريع الإنتاج لتلبية الطلبيات الأجنبية، مع الاستمرار في توفير متطلبات الجيش الإسرائيلي. ومن المقرر أن تُدعم هذه المشتريات من أموال المساعدات الخاصة التي خصصها الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل، والتي يبلغ مجموعها 14.3 مليار دولار.

وجزء كبير من هذا المبلغ، حوالي 4 مليارات دولار، سيُخصص لإنتاج صواريخ اعتراضية لأنظمة الدفاع الجوي، وتحديداً مقلاع داوود؛ وستُخصص حوالي 3.5 مليار دولار لشراء قطع الغيار وأنواع مختلفة من الأسلحة، وسيُخصص 1.2 مليار دولار أخرى لتسريع تطوير نظام الاعتراض الليزري القوي الذي تنتجه شركة رافائيل، ماجن أور أو الشعاع الحديدي، وتحضيره للاستخدام في أسرع وقت ممكن.

التطهير العرقي
القصف الإسرائيلي على غزة/ الأناضول

وقال مسؤول أمني بارز لصحيفة كالكاليست إنه في مواجهة التهديدات الكثيرة والخطيرة الموجهة إلى إسرائيل، فهي تحتاج إلى منظومات اعتراض قوية تعمل بالليزر. والمنحة المقدمة من الحكومة الأمريكية ستكون بالإضافة إلى المساعدات الأمنية التي تشتري بها إسرائيل الأسلحة والمعدات مقابل 3.8 مليار دولار سنوياً.

وقدرت مديرة القطاع في ستاندرد آند بورز، معالوت سيفان ميسيلاتي، في مراجعة حول هذا الموضوع أن الطلبيات الضخمة التي تدفقت على الشركات في العام ونصف العام الماضيين ستدعم زيادة الاستثمار في تطوير الأنظمة المستقبلية، مثل القبة الحديدية، ونظام دفاع صاروخي صوتي طورته شركة رافائيل، وقدرات تسمح بالتعامل مع التهديدات المحمولة جواً المتعددة في وقت واحد. وبحسب ميسيلاتي، من المتوقع أن يشتد سباق التسلح العالمي أيضاً.

تحميل المزيد