أعلن قيادي حوثي في تصريحات لـ"عربي بوست"، الإثنين، 15 يناير/كانون الثاني 2024، عن توسيع الجماعة في اليمن أهدافها لتشمل سفن أمريكا في البحر الأحمر، مضيفاً: "نحن في حالة تأهب واستنفار لخوض معركة مفتوحة مع الولايات المتحدة".
جاء ذلك على لسان عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" الحوثيين، علي القحوم، الذي قال لـ"عربي بوست"، إن مقاتلي الجماعة سيعملون على "إجبار واشنطن على مغادرة المنطقة"، وفق قوله
حول الهجمات الأخيرة على الحوثيين، قال إن أمريكا "تثبت مجدداً أنها أم الإرهاب في العالم، وشر مطلق، ومشروع استعماري غربي"، معلقاً على توصيف بايدن للجماعة بـ"الإرهابية" بأنه "يأتي في إطار العدوان على اليمن".
وأضاف أن "واشنطن تحاول تشويه الموقف اليمني، وقيادة الجماعة، والإجماع الوطني في نصرة فلسطين وغزة، والعمليات الكبرى والاستراتيجية في ضرب إسرائيل، ومنع سفنها من عبور البحر الأحمر".
شدد القيادي الحوثي على أن "الهجمات ضد السفن التابعة لدولة الاحتلال أو المتجهة إليها، مستمرة، ولن تتوقف حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عنها".
عن موقف بايدن الجديد من جماعة الحوثيين، بعد أن كانت إدارته هي ذاتها من رفعت تصنيف الجماعة من قوائم الإرهاب الأمريكية، قال القحوم: "اليوم بعد انفضاح أمريكا، وانكشاف وجهها القبيح، وفشلها الكبير في حماية إسرائيل، تتحرك بشكل مفضوح وبازدواجية متلونة، وتكيل بمكيالين، وتنتهك القوانين الدولية، وتمارس الإجرام والعدائية تجاه الدول والشعوب".
من جانبه، أكد أيضاً المتحدث باسم أنصار الله الحوثيين اليمنية، نصر الدين عامر، في تصريح لقناة "الجزيرة" القضائية، الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024، أن الحركة ستوسع أهدافها لتشمل السفن الأمريكية، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان واشنطن استهداف سفينة حاويات تابعة لها قبالة سواحل اليمن.
أضاف المتحدث باسم الحوثيين أن "الولايات المتحدة على أعتاب أن تفقد أمنها الملاحي".
استهداف سفينة أمريكية
فقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، الإثنين، أن "جماعة الحوثي استهدفت سفينة حاويات مملوكة للولايات المتحدة قبالة سواحل اليمن".
القيادة الأمريكية، قالت في بيان نشرته على حسابها عبر منصة "إكس": "في 15 يناير/كانون ثاني الجاري، بحوالي الساعة 4 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن وأصابوا "M/V Gibraltar Eagle"، وهي سفينة ترفع علم جزر مارشال وتملكها وتديرها الولايات المتحدة".
من جهته، قال الجيش الأمريكي إن السفينة لم تبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة وتواصل رحلتها.
في حادثة منفصلة، قالت "سنتكوم" إن قواتها اكتشفت صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن تم إطلاقه باتجاه الممرات البحرية التجارية بجنوب البحر الأحمر حوالي الساعة 2:00 ظهراً (بتوقيت صنعاء)، حسب البيان نفسه.
وأضاف البيان أن "الصاروخ فشل في الطيران واصطدم بالأرض في اليمن".
فيما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
"لن نقبل إغلاق البحر الأحمر"
في سياق متصل، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إنهم لن يقبلوا الإغلاق الدائم للبحر الأحمر أمام الشحن البحري.
وتطرق شابس، في كلمته التي ألقاها في الحرم الجامعي التاريخي لوزارة الخارجية البريطانية في "لانكستر هاوس"، إلى الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وبلاده ضد الحوثيين في اليمن الأسبوع الماضي.
كما وصف الوزير شابس الغارات الجوية بأنها "عمل عسكري لمرة واحدة يهدف إلى وقف هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر".
وأضاف شابس أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والشركاء الدوليين يقومون بتقييم ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الهجمات ويراقبون بعناية ما سيفعله الحوثيون بعد ذلك.
الوزير البريطاني قال: "سنراقب عن كثب. وسنرى ما يحدث. سوف نتحقق من القدرات. سنركز بشكل خاص على رؤية الروابط بين طهران والحوثيين".
وأفاد شابس أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة أرسلتا تحذيرات "مباشرة وغير مباشرة" إلى إيران بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
ثم أردف الوزير شابس: "بشكل عام، أود أن أقول إنه على الرغم من أن هذا عمل عسكري محدد الأهداف، إلا أننا لن نسمح بالإغلاق الدائم لممر مائي رئيسي، وهو ممر ملاحي رئيسي. قلنا ذلك بشكل واضح للغاية".
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، مساء 9 يناير/كانون الثاني الجاري، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
ويوم الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن البيت الأبيض، في بيان مشترك لـ10 دول، أنه "رداً على هجمات الحوثيين، ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
و"تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.